responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 347

الساذجة دليلها في الآية الكريمة، وقضايا كثيرة في الكتاب الكريم إن لم يكن كلّ القضايا تحمل دليلها في النص القصير المختصر جدّاً.

الشفاعة لغير الله، والنفي المقيّد:

قرأنا طائفة من النصوص تثبت الشفاعة كلَّها لله، تنفي الشفاعة عن أحد غير الله نفيا مطلقا، وهذه طائفة أخرى تنفي الشفاعة عن غير الله، ولكن هذا النفي مقيّد وليس مطلقا، [ففي قوله تعالى- مثلًا-]: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يُحِيطُونَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) [1]، لا تجدون هنا نفياً مطلقاً للشفاعة، وإنما تجدون نفياً للشفاعة من غير إذنه سبحانه، (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ)، فيوجود هنا استثناء، النفي كان هناك مطلقاً لأن المنفي الشفاعة الأصلية، والمثبت هنا بالاستثناء أو ما يسمى بالشفاعة الطولية أي الشفاعة الموهوبة من الله، (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ) لا أحد يشفع عنده هذا نفي. (إِلَّا بِإِذْنِهِ)، يثبت شفاعة، لكن ليس المثبت هنا هو عين المنفي، المنفي نوع من الشفاعة، والمثبت نوع آخر من الشفاعة.

الآية الكريمة في قوله تبارك وتعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ)، تنفي الشفاعة نفيا مطلقا، وهذا المنفي نفيا مطلقا، هو: الشفاعة الأصلية، التي يستقل بها الشّخص، ولا يستطيع أحد أن يتصرف فيها، وليست موهوبة له من غيره. [إنّ‌] هذا النوع من الشفاعة منفيٌّ، والمثبت: الشفاعة التي بالإذن، وتعني: شفاعة منزّلة من القوي للضعيف، ولو كان الشفيع مالكا للشفاعة في نفسه لما احتاج إلى الْإذْنِ، فذكر الْإذن هنا يحمل قضيتين: قضية أن هناك شفاعة، وأن هذه الشفاعة لغير الله شفاعة منطلق كرم الله، وتفضُّله على بعض عباده، فهي شفاعة تبعية،


[1]. البقرة: 255.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست