responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 346

وبلغة واضحة: رحمة الله أعطت كرامة لمحمد بن عبد الله صلي الله عليه وآله، وأعطت فرصة لنجاة العبد المذنب إذا انضمّ إلى طلبه واستغفاره وتوبته الاستشفاع من رسول الله صلي الله عليه وآله.

فمن مالك الشفاعة؟ [الجواب‌]: إنما هو الله سبحانه.

من الشفيع الحق الأصل؟ [الجواب‌]: هو رحمة الله وكرمه.

فلا نجح لطلب الطالب، ودعاء الداعي، واستغفاره وتوبته إلا برحمة الله ولطفه وكرمه، وإن انضم كلّ الشفعاء في الأرض والسماء إلى طلب الطالب.

فإذاً إذا طمعت في شفاعة رسول الله صلي الله عليه وآله فليكن طمعك بالأصل في شفاعة الله، [و] في رحمة الله وفيضه.

فأين هذه الشفاعة من الشرك؟!

[إنّه‌] لا مقام للشرك في مثل هذه الشفاعة مطلقاً، وهذا هو الفهم الدقيق للشفاعة عندنا.

وألفت نظركم إلى أنَّ النصوص التي قرأتها في الطائفة الأولى، كلّها تعطي العلة بوضوح لانحصار الشفاعة في الله، ولو قرأتموها لفهمتم ذلك ببساطة. مثلًا: (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [1].

لماذا له عزوجل الشفاعة وحده، وكلها له؟

[الجواب‌]: لأنه مالك السموات والأرض، ولا مالك معه.

والآية الكريمة الأخرى تقول: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى‌ عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا شَفِيعٍ) [2]، وهي مثل أختها في الاستدلال.

وكثير من الآيات التي نقرأها، وتطرح قضايا قد لا نكتشف بالنظرة


[1]. الزمر: 44.

[2]. السجدة: 4.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست