اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 345
الله شفاعة، ومن دون إذن الله
تبارك وتعالى. هناك شفاعة؛ ولكن الشفاعة للملك المقرَّب أو للنبي المرسل ليست من
نفسه، ولا يملك من أمرها بالأصل شيئا أبدا، فالشفاعة الثابتة للشفعاء بنصوص أخرى،
إنّما هي شفاعة متنزلة من الله عزوجل، موهوبة منه للخُلَّص من عباده، فهي شفاعة
طولية وليست عَرْضِيَّة.
وكما أنه لا شفاعة في الأصل لأحد
من دون الله، لا شفاعة لأحد بعطاء من الله لضغط على الله، فالله القوة التي لا
يضغط عليها شيء، والملِكُ الذي لا ملك معه، والمالك الذي يدخل في ملكه كلّ شيء.
إنّه لا يمكن أن يأتي شيء على
الله ينفعل به، لا شكر، لا حب، لا ضعف، وليست من قوة أبدا يمكن أن تضغط على الله
عزوجل حتى من خلال الحب، والله فاعل، غير منفعل أبداً، ومن فعله أن يتكرَّم بموقع
الشفاعة على من ارتضاه، وواضح انتفاء الشفاعة بالأصل وانتفاؤها بالتبع من موقع
الضغط على الله سبحانه وتعالي ما دام هو الملك الذي لا ملك معه، والمالك لكل شيء
سواه.
ولكن ما معنى شفاعة الله؟
(قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ)[1]: نحن نعرف أن الشخص يشفع إليه غيره، يعني يستشفع عنده غيره لطرف
ثالث، أما كيف أُشفّع نفسي لأجيب طلب ولدي؟
فكيف يكون الله عزوجل هو المسؤول،
وهو مالك الطلب، ثم ويكون مع ذلك شفيعاً إلى نفسه؟!
شفاعة الله عزوجل معناها: فيض
رحمته على عبده الجاني الضعيف.
وهنا في الحقيقة فيضان: فيض رحمة
على الشفيع، كالرسول صلي الله عليه وآله، وفيض رحمة على العبد المذنب الذي سأل
الله عزوجل شفاعة رسول الله صلي الله عليه وآله.