اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 332
الحجّة، والزّيادة في قطع العذر،
وإظهار الأمر لا تبقى جارحةٌ إلا وتشهد على صاحبها، ولا نفس إلا وتقرّ على نفسها،
وتقيم شهادة عادلة على جرمها، وقبيح ما كسبته من سوء، وما أتته من عظيم معصية.
فأين القضاء الظالم في الدنيا الذي
يحكم في أعراض النّاس وأموالهم ودمائهم بغير ما أنزل الله سبحانه وبطرق إثبات
قِوامها التعذيب والإكراه وشهادات الزور؟!" [1].
آثار عقيدة المعاد
" برغم ما عليه النفس
الإنسانية بطبيعتها من بذور الإيمان الفطري باليوم الآخر، إلّا أنّ النّاس فعلًا
منقسمون بين مؤمن وكافر؛ فريق يقول عنه كتاب الله الصادق: (وَ
بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)[2]، وفريق
آخر يقول عنه: (وَ قالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَ ما نَحْنُ
بِمَبْعُوثِينَ)[3].
وكلٌّ من الفريقين يأتي سلوكه في
الدنيا على خلاف ما عليه الآخر، وتختلف أخلاقيتهما، وما يترشّح عن هذا الطريق،
وذلك الطريق، وكثيراً ما يُناقض أهل الدّنيا ضرورات الآخرة، ويُفسدون طريقها على
الآخرين، ويصطدم أهلُ الآخرة بعبث أهل الدنيا وظلمهم، وما يجري على أيديهم من
الفساد ومن هنا، ولإنكار الدّين على هذا الوضع تكون المنازعات.