responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 216

والفتور، وإنْ سرَّها وآنسها ما صارت إليه من نصيب كبير من الكمال.

4. يُفرِّق العلماء بين ما يسمُّونه بالأمر المولوي، وما يسمّونه بالأمر الإرشادي؛ والأول هو الصّادر من الآمر بما هو مولىً وسيّد للمأمور، وأنّ له عليه طاعتَه في هذا الأمر، وعقوبتَه على مخالفته، أمّا الثاني فهو الصّادر لا من موقع المولوية والسّيادة، وإنما لمجرّد التوجيه، والإرشاد، والإشارة إلى ما يحمله الفعلُ أو عدمُه من نتيجة مريحة أو متعبة ليكون المأمور على بصيرة.

ويُمثّل للأمر الإرشادي بوصْفَةِ الطبيب للمريض التي تعني إرشاداً له لما ينفعه من غير أن يمارس عليه حقّاً سياديّاً في امتثال الأمر [1]، أو تكون له مثوبة على امتثاله، أو عقوبة على مخالفته.

5. تختلف النفوس في درجة الإحساس بالذنب، والمعاناة من لوم الدّاخل، فالنفوس الميّتة لا تكاد تشعر بذنب وإن كَبُر، والنفوس الراقية والشفَّافة، والتي تغنى بالحياة الطَّاهرة يُؤذيها أيُّ تخلّف عن الكمال وإن رضي عنها كلّ النّاس وأُعجبوا بصاحبها، ويؤلمها أن يحدث منها ما تراه تقصيراً في الخير، أو تجاوزاً لا ينبغي، وإنْ لم يوافقها الآخرون على أنَّ عندها تقصيراً، أو أنَّ ما حدث منها فيه تجاوز.

شخص يديم شتم الناس من غير أن يشعر بذنب، وشخص يُلقي التحية على النّاس باحترام وهو يشعر بأنّه ما وفّى، وشخص دأبه الغيبة من غير أن يشعر بوخزة ضمير، وآخر لا ينام له جفن لكلمة شذّت على لسانه يحتمل فيها شيئاً من أذى مؤمن.

6. قد يطلق على مخالفة الأمر الإرشادي كأمر الطبيب عنوان المعصية من‌


[1]. ليس للطبيب حقٌّ سيادي مولوي على المريض يفرض عليه أن يطيع هذا الطبيب، ولكن تقديم الوصفة من الطبيب للمريض فيه إرشاد وتوجيه وبيان لمنفعة المريض المرتبطة بتطبيق هذه الوصفة. «منهحفظه الله»

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 216
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست