responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 215

والعملية المطلقة، إذ توجد شبهات في هذا المجال قد تثيرها بعض نصوص الكتاب العزيز، وبما قد يُحمل على أنَّ للأنبياء مواقفَ لا تنسجم مع هذه العصمة كما يثيرها بعض كلماتهم عليهم السلام في الدُّعاء والمناجاة.

وقبل الخوض في تفاصيل هذه الشُّبُهات يحسن ذكر عدد من القضايا التي لها دخل في دفعها:

1. إنَّ كمال الإنسان بما يُحقِّقه لنفسه في حياته من القُرب الإلهي، وهذا القرب يتحدّد مداه بدرجة معرفة العبد بربّه، وتمخُ‌ضِه لعبادته، ومستوى هذه العبادة ودوامها وثباتها وشمولها [1].

2. إنَّ الأنبياء كلَّهم معصومون، ولا متخلّفَ منهم عن العصمة.

3. إنهم يتفاوتون فضلًا وكمالًا، (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‌ بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) [2]، والمعروف أنَّ لِأُولي العزم تميّزاً على غيرهم من الأنبياء والمرسلين في السَّبْق والكمال.

وهذه القضايا الثلاث مجتمعةً تفرض علينا أن نُسلِّم بأنَّ العصمة الثابتة للأنبياء لا تعني في كلّ مصاديقها وانطباقاتها قمّة الكمال الذي يمكن أن يتحقّق للإنسان، أو لا يمكن أن يتحقق‌ [3]. نعم العصمة في حدِّها الأدنى مانعةٌ من مخالفة أيِّ تكليف من التكاليف الإلهية المتوجِّهة إلى الشَّخص.

والنفس الفقيرة المتوجّهة إلى الكمال لا يمكن أن تشعر في أيِّ درجة من درجاتها بأنها قد استوفته، ووصل بها سيرها إلى حدّ الإشباع، والاستغناء، والاكتفاء، ولذلك تظلّ تُطالب نفسها بالمزيد، وتشعر بالتأنيب للتقصير


[1]. ولا طريق آخر لكمال هذا الإنسان غير هذا الطريق. «منه حفظه الله»

[2]. البقرة: 253.

[3]. الكمال النهائي للإنسان أبعد شأواً من العصمة، العصمة مستوى راق جدا، ولكنها ليست هي قمّة الكمال في كلّ انطباقاتها ومصاديقها. «منه حفظه الله»

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست