اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 115
إنسان، وإذا شحّ قامت حروب فضلًا
عن أن يتلاشى وينفذ إنّه لا حياة لمخلوقات الأرض بلا ماء أبداً، هذا السّر من
أسرار الحياة، هذا السّبب من أسباب بقاء الإنسان على وجه الأرض، بيد من عطاؤه؟ بيد
من خلقه؟ بيد من قوانينه؟ أهناك يد غير يد الله تملك شيئاً من هذه الظاهرة، وهذا
السّبب؟!
(أَ فَرَأَيْتُمُ الْماءَ
الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَ أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ
الْمُنْزِلُونَ* لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ)[1]. ولماذا لا تنزلونه أنتم؟ لأنكم لستم الوجود القادر على كلّ شيء،
لستم الوجود الخلّاق بالأصل، لستم الذين تملكون بالأصل ظاهرة الخلق والموت
والحياة، لأنكم صفرٌ في ذاتكم، عدم في ذاتكم، وهذا يستوي فيه معكم كلّ مخلوق حتّى
أعظم الملائكة وأعظم الأنبياء، فلا خالق ولا رازق لهذا السبب من أسباب الحياة ككلّ
الأسباب إلا لله سبحانه وتعالي" [2].
الثّالث: تجلّي الربوبيّة
كتجلّي أنّ الله تعالى مُدبّر كلّ
شيء وصانعه، كما يُشير إليه من مثل قوله تعالى:"
(إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَ النَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَ
مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)[3]. تبقى الحبّة وهي على استعداد الحياة سُبات الموت، وتبقى النواة وهي
على قابلية الحياة كذلك، حتى يأتيها إذن الله تبارك وتعالى لأن تتفتق عن حياة،
ولأن تسلك درب النمو، ودرب العطاء، ودرب الإنتاج فيكون ذلك.