responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 116

التفاح وُزنت وزناً خاصّاً لتُعطي تفاحاً، وكلّ أصل الفاكهة وزناً خاصاً ليُعطي ذات تلك الفاكهة، وكلّ حيوان منويّ لإنسان أو حيوان، وُزن الوزن الخاص، وقُدِّر التقدير الخاص، ليُعطي النّاتج المناسب معه، الجنس مقدّر، النوع مقدّر، الصّنف مقدّر، الشّخص مقدّر، كلّ شي‌ء موزون بقدر في علم الله، وحكمة الله، وإبداع الله.

(أَ فَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ‌ [1] أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) [2]، هناك الظاهر السّطحي للزراعة بوضع البذرة في الأرض وسقيها وإسمادها، وهناك حقيقة الزرع، وحقيقة الإنبات وهي توليد الحياة في النبتة، وإعطاؤها ظاهرة الحياة بعد الموت، الحقيقة الكبرى في الزرع لا يمكن أن يدّعيها أحد، وأنه صانع لها غير الله تبارك وتعالى.

أما الظاهرة السطحية والتي يمارسها الإنسان فإن الإنسان لم يمارسها كذلك إلا بعطاء الله، وتوفيق الله، وفاعلية من الله.

[عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: «سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُعَنْ أَبِيهِ عليه السلام‌]: أَنَّ رَجُلًا قَامَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه السلام، فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا عَرَفْتَ رَبَّكَ؟فَقَالَ عليه السلام: بِفَسْخِ الْعَزْمِ، ونَقْضِ الْهِمَمِ، لَمَّا أَنْهَمَمْتُ حَالَ بَيْنِي وبَيْنَ هَمِّي» [3].

فإذاً أنا لا أملك تدبيري، أنا لا أصنع نفسي، أنا لا أنزّل وجودي بصورة متدفقة وأتحكّم فيه كما أريد، وإلا لما حال بيني وبين همّي شي‌ء، بينما أجدني أُغلب على نفسي، ويحول بيني وبين أن تفعل إرادتي، وأن يبقى همّي من يحول، فإذاً لست الذي يملك نفسه.


[1]. هذا الذي تزرعون. «منهحفظه الله»

[2]. الواقعة: 63.

[3]. الخصال للصدوق: 33 ح 1.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست