responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 83
وعلى الجملة فقد جاءهم الإسلام بجديد في كلّ فروع الحياة .

وقد كان مما فعله الإسلام هو توحيد العرب وجمعهم على لغة واحدة ، بل قل على لهجة واحدة ، وهي لهجة قريش ، فأزال الشواذّ منها التي كانت تشين قرائح العرب ، كما هذّبها من الخشن الجافّ ، والحوشي الغريب ، كما أمدّهم بألفاظ ومعاني جديدة لم يعرفوها من قبل ، مثل معنى المؤمن ، والكافر ، والمنافق ، والفاسق ، والصلاة ، والصوم و 

فالعرب عرفت المؤمن من الأمان ، والكفر من الغطاء والستر ، والنفاق من سرب الأرض ; و يسمى المنافق منافقاً لمشابهة عمله مع اليربوع الذي يخرج تراب الجحر ثم يسدّ به فم الآخر ; فشبّه به لأنّه يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي دخل فيه .

والفسق بمعنى خروج الرطبة من قشرتها ، والصلاة بمعنى الدعاء ، والزكاة بمعنى النماء ، والصوم بمعنى الإمساك ، والحجّ بمعنى القصد ، وكانوا لا يعرفون غير هذه المعاني ، والإسلام أمدهم بمعاني ومفاهيم جديدة ، وهي المعروفة عند المسلمين اليوم .

وبفضل القرآن رفعت مكانة اللغة وصقلت المفاهيم وتذوّق العرب الحضارة وخرجوا من البداوة .

نعم ، إنّ الإسلام أهمل بعض الألفاظ لا لعدم إقراره بمعانيها ، بل لكونها غريبة وحشية أو خشنة جافة ، أو متنافرة الأصوات ، أو عديمة الظِّلال ، أو متعثّرة المعنى ، فهو ينظر إلى انسيابية الكلمة مع لحاظ معناها اللغوي ، فلا يرضى بالمعنى اللغوي مع وحشية الكلمة .

لكنّ المشركين والجاهليين من العرب كانوا يتعاملون مع الألفاظ والأسماء على أ نّها علائم للتمييز فقط ، كما أ نّهم كانوا يسعون للوقوف أمام المدّ الإسلامي

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست