بأسماء
غربية أو معرَّبة منها ، وهكذا الحال بالنسبة إلى المتأثّرين بالثقافات
الأخرى ، حيث إنّهم يسمّون أولادهم بأسماء لا يعرفون معناها ، ولو عرفوا
ما تعني تلك الأسماء لما سَمَّوا بها ، لأنّ المتأثّر بالثقافة الغربية لا
يعجبه الدّين
أ يّاً كان
ـ إسلاماً أو مسيحية أو يهودية ـ فتراه يسمي بأسماء بعيدة
عن إطاره الديني الذي يعيشـه في الشرق ، فيسمى : « جوزيف » و « ديفيد » و « ايسو »
و « ماري » وأمثالها .
ولا يعلم بأن « جوزيف » هو
يوسف ، و « ديفيد » هو
داود ، و « ايسو » هو
عيسى ، و « ماري » أو « ماريا » هي مريم
العذراء ، أي أنّ الغربي يسمّي بأسماء دينية ولا عيب عنده ، لكنّ
المتغرِّب أو الشرقيّ الجاهل يستنكف و يتعالى عن التسمية
بأسماء الأنبياء .
وبذلك يكون الغربي بتسميته الأسماء
المقصودة قد ربح ثقافته ، والشرقي بجهله قد خسر دينه وثقافته ; لأنّه
تصوّر بأنّ هذه الأسماء تخالف الدين وتعطي صورة للثقافة الغربية والميوعة الجنسية
وما شابه ذلك ، لكنّه لو عرف حقيقة هذه الأسماء وأ نّها ما هي
إلاّ أسماءٌ للأنبياء والصالحين لما تبجَّح وتظاهر بالعلم والمعرفة
والحضارة ، والعصيان على القيم والأصول ، ومن أجل هذا قيل : « أَ عْرِفُكَ من
حيث سمّاك أبوكَ » ، أي
من حيث سمّاك أبوك أعرفك أ نّك شخص متدين أو
غربي ، تعبد الله أو تعبد الأصنام ؟
وعليه فدراسة الظواهر الاجتماعية تتوقّف
على دراسة المجتمعات بما لها وعليها ، والمجتمع العربي الجاهلي لا يخرج عن
هذه القاعدة ، والإسلام جاء ليصحّح ما كان عليه الجاهليون من أفكار
باطلة ، واعتبار بعض ما يستحسنه العرب قبيحاً ، فذمّ العصبية ،
ومقت الظلم والبغي ، وعاب السَّرَف والتبذير ، وكره التعاون على الإثم
والعدوان .