أ مّا الأسماء
التي يضعها المعصومون على أولادهم غير المعصومين ، أو يقبلون بها ـ كالتي
وضعت من قبل الأمهات أو الخلفاء مثلاً ـ فلا يلزم فيها أكثر من أن تكون أسماءً
حسنة عند العرب ، أي أنّ الإمام يكتفي في التسميات لحاظ المعنى اللّغوي للاسم
فقط بحيث لا يكون قبيحاً .
وبهذا فإني اعتذر من قرائي الكرام لو
اطلت بعض الشيء في الكلام عن التسمية بأسماء النبي وآله ، لأني رأيت ابناء
أبي سفيان بدءاً من معاوية إلى السفياني ـ الذي يأتي في آخر الزمان ـ يخالفون هذه
الأسماء و يقتلون من
تسمى بها . في حين يحبذون التسمية بأسماء اعداء الله ورسوله ، ولاجل ذلك
رأيت من الضروري التأكيد على جذور هذه الأسماء وتاريخها واشتقاقها لأ نّها توضح
لها ملابسات الأسماء . والصراع فيه ، ولنضيف إليهما بعض الشي عن التسمية
بهما في الجاهلية .
التسمية بمحمد وأحمد وعلي في الجاهلية
ومن المؤسف أن نرى اللغويين يتعاملون
مع أسماء أمثال النبي(صلى الله عليه وآله) والإمام علي بمحض
اللّغة ، فيقولون مثلاً أنّ اشتقاق « علي » مأخوذ من
الصلابة والشدة ، في حين أنّ تسميات هؤلاء لا يلحظ فيها الاشتقاق اللغوي
المحض ، بل يلحظ معه الاشتقاق الإلهي كذلك .
فصحيح أنّ اسم « عليّ » الموضوع
لغير أمير المؤمنين مأخوذ من الصلابة والشدة لغةً ، وهذا ما عرفه العرب في
الجاهلية حينما كانوا يسمّون أولادهم بـ « علي » ،
وكذا الحَسَن من الحُسْن ، ومحمّد من المحمدة ، لكن لمّا راينا تطابق
هذه الأسماء مع اسماء رب العالمين ، وتاكيده جل جلاله على أشخاص معنيّين