وهذا النص يريد أن يقول : فكما
أنّ الاسم يدلّ على المسمّى كذلك هم (عليهم السلام)أدلاّء على
الله وأسمائه وصفاته ، ولذلك نفى العينية بين الأسماء والذات ،
فالألفاظ
أسماء الأسماء ، أو إن شئت قل : الألفاظ الموضوعة هي أسماء مسـمّيات
الأسماء .
وعليه فالعلم قد يأتي مفرداً مثل
محمّد وعلي ، واخرى مركباً من مضاف ومضاف إليه مثل عبدالرحمن ، أو من
فعل وفاعل مثل تابط شرا ، أو من اسمين قد ركبا وصارا بمنزلة الاسم الواحد مثل
سيبويه .
وقد يكون المفرد منقولاً من مصدر
كفضل ، أو من اسم فاعل كصالح ، أو من اسم مفعول كمحمود أو من أفعل
التفضيل كأحمد .
ونحن من خلال هذا العرض السريع أردنا
إعطاء صورة توفيقيه بين رأي الكوفيين والبصريين في اشتقاق الاسم ، والقول
بأنّ من يرون اشتقاقه من ( وسم يَسِمُ ) كالكوفيين
فهم يلحظون العلمية أكثر من المعنى حين التسمية . فهم أقرب إلى كون وضعها
ارتجالياً .
أ مّا
البصريون فهم يغلّبون المعاني حين التسمية على العَلَمِيّة ، لأَنّ اشتقاق
الاسم عندهم من ( سما يسمو ) ، أي
يلحظ فيه العلوّ والرفعة ، وعلى كلا التقديرين فإنّ أسماء الأنبياء والأوصياء
ملحوظ فيها المعاني الإلهية ، إن كانت من الوسم فالوسم يطابق الموسوم ،
و إن كانت
السّموّ فلحاظ معاني السموّ الإلهي أوضح وأجلى ، وأ مّا أسماء
عامة أولاد الأئمّة وعامة الناس فلا يشترط فيها هذا اللحاظ الإلهي طبق المبنيَيْنِ .
فأسماء الأوصياء هي أسماء مشتقة من
اسم الباري ، أو قل أ نّها أسماء محبوبة