معيّنين
في كتابه وسنة نبيه أخذ يحمل طابعاً آخر ، وحسبما مرّ عليك في الحديث أن الله
سبحانه وتعالى قال : أنا المحمود وهذا محمّد وأنا العلي وهذا علي
إِذن نحن لا نوافق ابن حجر وابن دريد
الأزدي فيما قالوه عن اشتقاق أسماء المعصومين ، ونُرجعُ ذلك إلى نظرتهم
الأُحادية اللّغوية ، لأ نّهم يدرسونها
كموادّ لغو يّة بحتة
ولا يدرسونها مع ما تحمل من مفاهيم معرفيّة وعقائديّة ، أي أنّ بحثهم لهكذا
اشتقاقات جاءت في إطار اللغة فقط ، و إنّي أُرجِّحُ
ـ خلافاً لجميع المؤرّخين وأصحاب التراجم ـ بأنّ هذه
الأسماء لم تكن بمعانيها الآلهية قبل ولادة هذه الذوات ، وعلى فرض التنزّل
والقول بأ نّها كانت
في الجاهلية فمن المؤكّد أ نّها لم تكن تحمل
نفس اللحاظ والمعنى ، بل أتت لاحقاً بمفهوم أعلى من مفهوم اللغة .
إذ حكى ابن دريد الأزدي في كتاب « الاشتقاق » :
أنّ عبدالمطّلب نحر جزوراً لمّا ولد الرسول(صلى الله عليه وآله) ،
فقالوا له : ما سميت ابنك هذا ؟ قال : سمّيته محمّداً ،
قالوا : ما
هذا من أسماء آبائك !! قال : أردت أن يحمد في السماوات
والأرض .
فمحمد « مُفَعَّل » ، لأ نّه حُمِدَ
مرّةً بعد مرّة ، كما تقول كرّمته وهو مكرّم ، وعظّمته وهو معظّم ،
إذا فعلت ذلك مراراً[134] .
وفي الكافي : عن ابن
السائب ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) عن أبيه(عليه
السلام) ،
قال : عقّ أبو طالب عن رسول الله يوم السابع ودعا آل أبي طالب ،
فقالوا : ما هذه ؟
فقال : هذه عقيقة أحمد .
قالوا : لأيّ شيء سمّيته
أحمد ؟
قال : سمّيته أحمد لمَحْمَدَةِ
أهل السماء والأرض[135] .