ولن
يقيمَ على خسف يُرادُ به***إلا الأذلان عَيْرُ الحيِّ والوَتِدُ
هذا على الخسفِ مربوطٌ برُمَّتِهِ***وذا يُشَجُّ فلا
يبكي له أحدُ
فزجره علي وقال : والله إنّك ما
أردت بهذا إلاّ الفتنة ، و إنّك طالما بغيت
للإسلام شرّاً ، لا حاجة لنا في نصيحتك[1140] .
وعن أبي حازم ، عن أبي
هريرة ، قال : إنّ أبا سفيان كان حين قبض النبي غائباً ; بَعَثَ به
مُصَدِّقاً[1141] .
فلمّا بلغته وفاة النبي قال : من
قام بالأمر بعده ؟ قيل : أبو بكر ، قال : أبو الفصيل ؟!
أني لأَرى فتقاً لا يرتقه إلاّ الدم[1142] .
وروى أحمد بن عمر بن عبدالعزيز ،
عن عمر بن شبّة ، عن محمّد بن منصور ، عن جعفر بن سليمان ، عن مالك
بن دينار ، قال : كان النبيّ قد بعث أبا سفيان ساعياً فرجع من
سعايته ، وقد مات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ،
فلقيه قوم فسألهم ، فقالوا : مات رسول الله(صلى الله
عليه وآله) ،
فقال : من ولي بعده ؟ قيل : أبو بكر ، قال : أبو فصيل ؟!
قالوا : نعم ، قال : فما فعل المستضعفان علي والعباس ! أمّا
والذي نفسي بيده لأرفعنّ لهما من أعضادهما[1143] .
ومقولة أبي سفيان تشير إلى مرتكز
فكريّ كان يحمله عن ابن أبي قحافة ، وأ نّه كان
يعرفه في الجاهلية بأبي الفصيل لا بأبي بكر ، أي أ نّه أراد أن
يقول : تعنون أبا فصيل ، أبا بكر ؟! ما كنّا نعرفه في
الجاهلية إلاّ بأبي الفصيل .
فقد يكون كلامه هو إخبار عمّا عرفه في
الجاهلية ، وقد يكون تعريضاً به ، وعلى كلا التقديرين نفهم من إطلاق
كلمة أبي فصيل عليه أ نّها كانت كنية معروفة له عند غالب
قريش ، وأ نّها لم تكن
من وضع بني هاشم وأعدائه من أصحاب
[1140] تاريخ
الطبري 2 : 237 ، الكامل في التاريخ 2 : 189 والنص
منه .