وفي
مرآة العقول في شرح أخبار الرسول : وقيل أنّه [أي التكنّي بأبي الفصيل ]كان كنيته قبل أظهار الإسلام ، وبعده
كنّاه النبي بأبي بكر ، وروي أنّ أبا سفيان قال يوم غصب الخلافة : لأملأنها
على أبي فصيل خيلاً ورجلاً .
وذكر السيّد الشريف في بعض
حواشيه : وقد يعتبر في الكنى المعاني الأصلية ، كما روي أنّ في بعض
المفردات نادى بعضُ المشركين أبا بكر : أبا الفصيل[1137] .
قال الشيخ محمّد العربي التباني
الجزائري : والناس كَنَّوا أبا بكر بأبي الفصيل احتقاراً له ، وقالت
قبيلة أسد وفزارة : لا والله لا نبايع أبا الفصيل أبداً ،
فتقول لهم خيل طيّ : أشهد ليقاتلنكم حتى تكنّوه أبا الفحل الأَكبر[1138] .
أبو فصيل كنية ابن أبي قحافة بعد وفاة رسول الله أيضاً
روى المدائني عن مسلمة ،
قال : قُبض رسول الله وأبو سفيان على صدقة نجران ، فقال : من قام
بالأمر ؟ قالوا : أبو بكر ، قال : أبو الفصيل ؟!
إنّي لأرى أمراً لا يُسكّنه إلاّ الدم[1139] .
وفي نص الطبري وابن الأثير والنص عن
الثاني : لمّا اجتمع الناس على بيعة أبي بكر أقبل أبو سفيان وهو يقول :
إنّي لأرى عجاجة لا يطفئها إلاّ دم ، يا آل عبدمناف ، فيمَ أبو بكر من
أموركم ؟! أين المستضعفان ، أين الأذلان علي والعباس ؟! ما بال هذا
الأمر في أقلّ حيّ من قريش ؟! ثم قال لعلي : ابسط يَدَك أبايعك ،
فوالله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجلا ، فأبى علي(عليه
السلام) ،
فتمثل [أبو سفيان] بشعر المتلمس .