الأول : مجيء أسماء
أولاد الإمام عليّ المسمَّين بأسماء الخلفاء بترتيب خلافتهم الظاهرية ، أي
أنّ الإمام سمّى ابنه الأوّل بأبي بكر ، ثمّ الثاني بعمر ، ثم الثالث
بعثمان ، وهذا الترتيب خير دليل على لحاظ المحبّة من قبل الإمام علي في
التسميات ، وأ نّها لم تكن
لأنها أسماء عربية بحته كما تقولون!
الثاني : إنّ تكرار هذه
الأسماء في ولد علي بن أبي طالب ، ينبئُ عن المحبة ، لأ نّه لا يصح
لغير المحبّ أن يُسمي ابنيه باسم واحد من أعدائه ، وخصوصاً أننا نرى للإمام
علي عُمَريْن : الأكبر والأصغر ، وعُثمانَيْن : الأصغر
والأكبر ، وهذا التكرار يؤكّد اعتزازه بهذين الاسمين ، فلو كانت
التسميات وُضِعت تقيّة ـ كما تقوله الشيعة ـ فلماذا التسمية بعمر مرتين أو ثلاث
مرات ، وبعثمان مثل ذلك ، ألا يؤكد هذا التكرار أ نّها وضعت
محبَّةً ووداداً ؟!
الجواب
لا يمكننا الإجابة عن هذين السؤالين
إلاّ بعد الوقوف على تاريخ زواج الإمام علي والترتيب بين زوجاته بعد فاطمة
الزهراء (عليها
السلام) ،
لأنّه(عليه
السلام)
ـ وكما نعلم ـ لم يتزوّج في حياتها بأي امرأة كما لم يتزوج رسول الله على خديجة
الكبرى في حياتها ، وهؤلاء النسوة أَأْتي ، أتى بذكرهنّ ، منهن من
توفّيت في حياته(صلى
الله عليه وآله) ،
ومنهن من طلّقها[782] ،
ومنهن من كانت أمّ ولد وليست بزوجة .
إِنَّ الوقوف على أسماء أولاده(عليه
السلام)
ـ وخصوصاً المسمَّين أو المكنَّين بأسماء الخلفاء وكناهم ـ
لايتأتى إلاّ بعد معرفة زوجاته و إمائه ، وهل
حقاً أنّ هذه التسميات جاءت بترتيب الخلفاء أم لا ؟ ولو ثبت الترتيب ،
فهل تدلّ التسمية على المحبّة بشكل أو آخر ؟ أم لا ؟
نحن أجبنا عن الشقّ الثاني من
السؤال ، لكنّا سنعود إليه مرّة أُخرى كي نرفع بعض الغوامض فيه بإذن الله
تعالى .