وطلحة
وأمثالها ، وكانت غالب أسمائهم هي أسماء الأنبياء وأسماء أهل بيت الرسالة
ومما تعارف عليه الطالبيون .
كان هذا مجمل الكلام عن ولد الإمام
علي بن أبي طالب المعقبين ، ذكرته كي يقف القارئ على الصفة الغالبة على
أسمائهم وكناهم ، وأ نّه ليس كما يقولونه من وجود الوحدة
والوئام ، وكما ان تلك الأسماء لم تكن بالمتروكة أصلا عندهم ، فهم قد
سمّوا بعمر في القرون الأولى إمّا مداراة للآخرين ، أو خوفاً منهم ، أو
لكونها كانت أسماءً رائجة عند العرب ، وان كنّا نرجّح غلبة طابع الخوف
والتقيّة في مثل تلك الظروف ، وكلامي هذا لا يعني ورود نهي خاصّ من أئمّة أهل
البيت بحرمة التسمية بتلك الأسماء[781] .
وعليه، فنلخص القول بأنّ التسمية
بأسماء الثلاثة وغيرها كانت موجودة عند الطالبيين، لكنّها لم تكن صفة غالبة وسجية
مستمرة لجميعهم ـ وهي لم تكن مثل التسمية بعلي والحسن والحسين ويحيى وزيد وأمثالها
ـ حتّى يقال أنّها وضعت للمحبة.
وما أقوله لا يختص في ولد علي بن أبي
طالب بل يشمل أسماء إخوانه مثل عقيل وجعفر ، فإنّك لا ترى اسم عمر
وابا بكر وعثمان بينهم إلاّ نادراً .
وعليه فالتسمية باسماء الاعداء لا يضر
خصوصاً لو قرن بذكر افعال أولئك الناس مع الرسول والرسالة وأهل البيت .
اشكالان أم دليلان ؟
قال الخصم : هناك دليلان ـ لكنّي
أقول إشكالان ـ يمكن من خلالهما إثبات كون تسمية الإمام علي أولاده بأسماء الخلفاء
الثلاثة أنها كانت عن محبة :
[781]
نعم ، هناك عمومات قد تفيد ذلك ، لكن تسميتهم(عليهم
السلام)
هم لاولادهم أو رضائهم بتسميات الأمهات هو خير دليل على جوازه شريطه أن لا تصير
تلك التسميات رمزاً للتبجيل من الظالمين .