responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 254
موسى ، وذلك ما لم يلتفت إليه هارون العباسي ، فكان يغدق الأموال والعطايا والهدايا على هذا الشاعر ، فلمّا علم بذلك وبمقصد منصور النمري جنّ
جنونه .

وقد نقل السيد المرتضى عن المرزباني ، عن الحكيمي ، عن يموت بن المزرّع عن الجاحظ قوله : كان منصور النميري ينافق[592] الرشيد ويذكر هارون في شعره ويريه أنّه من وجوه شيعته ، وباطِنُهُ ومرادُهُ بذلك أميرالمؤمنين(عليه السلام) علي بن أبي طالب لقول النبيّ(صلى الله عليه وآله) : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»[593] .

ولمّا وقف هارون العباسي على تشيّع منصور النمري أمر بِسَلِّ لسانه وقطع يديه ورجليه ثمّ ضرب عنقه وحمل رأسه إليه وصلب بدنه ، فلمّا ذهبوا لينفذوا ذلك وجدوه قد مات ودفن ، فرجعوا إلى هارون العباسي فأخبروه فقال : هلاّ احرقتموه بالنار ، وفي رواية أخرى أنّهم نبشوا قبره[594] .

إذَنْ لولا تشابه الأسماء واختلاطها لما استطاع منصور النمري ـ أو غيره من الشعراء أو الرواة أو الفقهاء ـ أن يبثّ قصائده وأفكاره بعيداً عن عيون الدولة وجواسيسها ، لكنّ تشابه الأسماء وعدم إظهار الحساسيّة منها كان له ـ  في جانب من جوانبه  ـ المردود الخيِّر على شيعة آل محمّد بفضل علم وسياسة أئمّتهم(عليهم السلام) .

وبهذا قد انتهينا من بيان مسيرة الأسماء في القرنين الأول والثاني ، وموقف أهل البيت والخلفاء منها ، والآن ، نأتي بجرد إحصائي لمن سُمّى باسماء الثلاثة
في العصور اللاّحقة كي نبيّن بأنّ الأئمة وشيعتهم لم يخالفوا الأسماء ، ومن
خلال ذلك تفند دعوى ابن تيمية وأتباعه القائلين بعدم وجود هذه الأسـماء عند
الشـيعة :


[592] هذه عبارته ، وهذا ليس نفاقاً و إنّما هو تقية ، وفي الأدب يسمّى حسنى المُواربة .

[593] أمالي المرتضى 4 : 186 -

[594] انظر مقدمة ديوانه : 24، وقاموس الرجال للتستري 11 : 526 وتاريخ بغداد 13 : 67 -

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست