وجود أسماء
الثلاثة عند الشيعة في القرنين الثاني والثالث
تبيّن ممّا مرّ أنّ أسماء الثلاثة
كانت موجودة بين الناس وأصحاب الأئمة ورواة الحديث عنهم(عليهم
السلام) ،
كما أكّدنا أيضاً بأن ليس لتلك الأسماء دلالة على محبّتهم للخلفاء ، وأنّ
أئمّة أهل البيت لم ينهوهم نهياً مطلقاً عن التسمية بهذه الأسماء ، رغم ما
لاقوه من أولئك الأشخاص ومن اتّبعوهم من الحكّام ، حتّى إنّنا نرى اسم معاوية
ويزيد ومروان موجوداً بين أصحاب الأئمة .
فمثلا ترى اسم عمر (عمرو)[595] وعثمان
ويزيد والحجاج وأمثالها بين المستشهدين بين يدي الحسين بن علي في واقعة
الطف ، وقد وقع التسليم في الزيارة الرجبية على عمر (عمرو) بن كناد ،
وعمر بن أبي كعب .
وكذا وقع التسليم على عمر (عمرو) بن
خالد الصيداوي ، وعمر بن الأُحدوث في زيارة الناحية المقدّسة .
وقد وقع التسليم أيضاً على عمر (عمرو)
بن عبد الله الأنصاري الصائدي في زيارَتَي الناحية المقدَّسة والرجبيّة
معاً .
وكذا وقع السلام في الزيارة الرجبية
ـ الذي ذكرها المفيد والسيد ابن طاووس ـ على من اسمه عثمان :
«السلام على عثمان بن فروة القاري» .
وأيضاً على من اسمه :
يزيد ، والحجاج في زيارة الناحية المقدّسة : «السلام على يزيد بن حصين
الهمداني المشرفي القاري السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي
السلام على يزيد بن زياد بن مهاجر الكندي» .
وهذا يشير الى انّ الامام الحسين(عليه
السلام)
كان يسمو بروحه وفكره على تصرفات الأمويين ، فلم يكن يخالف اسم عمر أو عثمان
أو يزيد أو الحجاج أو أيّ اسم آخر بما هو اسم ، وإن كان على طرفي نقيض مع عمر
بن الخطاب ، وعثمان بن
[595] هناك
احتمال طرحناه في اسماء الطالبيين مفاده ان شيوع اسم عمرو عندهم هو اكثر من عمر
يمكنك مراجعة صفحة 324 من هذا الكتاب .