(أمير المؤمنين) من الإمام علي وأطلقوه على
عمر ومن جَرَّ جَرَّه ، إلى غيرها من عشرات الألقاب والأسماء المنحولة لهذا
وذاك .
وقد استمرّت ظاهرة وضع الألقاب
والنعوت على الخلفاء في العهدين الأموي والعباسي ، فنسبوا إلى معاوية أنّه
كان كاتباً للوحي ، ولأبي مسلم الخراساني أ نّه (وزير
آل محمّد) و(سيف آل محمّد) .
وقد لقّب إبراهيم بن محمّد في أوّل
الدولة العبّاسيّة بلقب (الإمام) ، وهناك ألقاب كثيرة أخرى سرقوها من آل
محمّد وأطلقوها على خلفائهم مثل : (الهادي) و (المهدي) و
(المهتدي) و (المرتضى) و (القائم) .
وكذا كان حال الأمويين ، فإنّهم
وان كانوا قد عارضوا التسمية بعلي والحسن والحسين أيّام قوّة حكمهم ، لكنّهم
ومن منطق السياسة اتّخذوا عند ضعفهم اسم الإمام علي سلاحاً في وجه
العباسيين ، لأ نّهم وبسقوط حكمهم لم يبق لهم إلاّ التسلّح
بسلاح الآخرين والاحتماء بالرموز ، وقد استغل بالفعل أحد أحفاد معاوية بن أبي
سفيان اسم الإمام علي كغطاء في عمله السياسي ، فأراد إعادة الخلافة الأموية
بطريقة ذكية ، وذلك بالاستفادة من عليّ ومعاوية معاً ، واستغلال رموزهم
في العملية السياسية المرجوّ تطبيقها ، كلّ ذلك من خلال الأسماء والكنى
والمؤهّلات ، فجاء في الكامل (حوادث سنة خمس وتسعين ومائة) وسير أعلام
النبلاء ، ترجمة السفياني :
هو
الأمير ، أبو الحسن ، عليّ بن عبدالله ، بن خالد ، بن
يزيد ، بن معاوية بن أبي سفيان القرشي الأموي ، ويعرف بأبي
العميطر ، كان سيّد قومه وشيخهم في زمانه ، بويع بالخلافة بدمشق زمن
الأمين ، وغلب على دمشق في أوّل سنة ست وتسعين ، ]وكان من أبناء
الثمانين[[578] ،
وكان يقول : أنا من