أبي
الحسن ، لأ نّه سيكون
دليلاً على المحبّة لا محالة ـ بالطبع طبق
نظريّتهم !! ـ وبالتالي فإنّه سيقوّض أطراف حكومتهم وسياساتهم
المبتنية على بغض أهل البيت وعلى راسهم أمير المؤمنين علي(عليه
السلام) .
وقد قال الدكتور داود سلوم عن البحتري
وأنّه بدّل كنيته من أبي الحسن إلى أبي عبادة ارضاً للمتؤكل العباسي ، كما
أنّه قال عن الشاعر يزيد بن مفرغ الحميري (ت 69) بأنّه ولكي يفنذ في المجتمع
الجديد فقد تكنى بأبي عثمان واتصل بالأمويين واولاد عثمان[576] .
إنّ انصار النهج الحاكم سرقوا لقب
الصديق ، والفاروق ، وجامع القرآن ، وسيف الله وأعطوها جُزافاً
لأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وخالد بن الوليد .
كما أنّهم لقّبوا عثمان
بـ (ذي النورين) كي ينتقصوا من أهميّة لقب «الزهراء» الممنوح لفاطمة
سلام الله عليها على وجه الخصوص .
وأيضاً شرّعوا الاختلاف بين الصدّيقة
فاطمة(عليها
السلام)
والمسمَّى بالصّدّيق أبي بكر للقول بأ نّهما في مرتبة
واحدة لا يكذبان أصلا ، في حين يعلم الكُلُّ بأنّ الاختلاف معناه وجود صادق
وكاذب في القضيّة، بصرف النظر عن كون أيهما الصِّديق والكِذِّيب ، فالزهراء(عليها
السلام)
تقول صريحاً لأبي بكر: (لقد جئت شيئاً فريّاً)، لكنّه لا يجرؤ على تكذيبها وعمد
إلى القول بأنّ شهودها لم يكتملوا ، وبهذا الفعل أراد تكذيبها عَملاً، فإذن
كلّ واحد يكذب الأخر، فكيف يعد كلّ منهما صدِّيقاً[577]؟!
وفي هذا الإطار لقّبوا أبابكر وعمر
بسيّدي كهول أهل الجنّة ، قِبالا لما ورد في ـ الصحيح ـ عن الحسن والحسين بأ نّهما سيّدا
شباب أهل الجنّة .
وأخذوا لقب (الشهيد) من حمزة عمّ
الرسول وأطلقوه على عثمان ، ولقب
[576] ديوان
يزيد بن مفرغ الحميري : 80 تحقيق دكتور داود سلوم وفيه : وقد تحولت
قبائل كثيرة عن نسبها إلى النسب اليماني في سبيل المال أو السلطة .
[577] هذا ما
وضحناه في كتابنا (من هو الصديق ومن هي الصديقه) .