شيخَيْ صفّين ،
يعني عليّاً ومعاوية[579] ،
وكان شعار أنصاره : يا عليُّ يا مُختار ، يا من اختاره الجبّار ،
على بني العبّاس الأشرار[580].
انظر إلى قول هذا الأموي الخارج على
بني العباس ، كيف يريد أن يلفّق بين عليّ ومعاوية ـ جامعاً في
أطروحته القَوّتين المعارضتين للعباسيين ـ فيقول : أنا من شيخي
صفّين يعني عليّاً ومعاوية ، وهو يجمع أيضاً بين اسم علي وكنية
(أبوالحسن ، عليّ) ، وبين عشيرته وقومه (القرشي الأموي) وبين ما ثبت لأهل
البيت وانّ الله اختارهم ، فجعله شعاراً له ضدّ العباسيين ، فكان أنصاره
يقولون : يا عليّ يا مختار يا من اختاره الجبّار ، على بني العبّاس
الأشرار .
نعم بهذه الطرق التمويهية الملتوية
كانوا يسعون إلى تحريف الحقائق وتوظيفها لصالحهم ، لكن الأئمة كانوا حذرين من
مخططاتهم ودورهم في استغلال الأسماء والكنى موضحين لشيعتهم تلك الطرق
الملتوية .
فعن عليّ بن
الحسين زين العابدين(عليه السلام) أنّه
قال : هذه أحوال من كتم فضائلنا ، وجحد حقوقنا ، وسُمّي
بأسمائنا ، ولُقّب بألقابنا ، وأعان ظالمنا على غصب حقوقنا ، ومالأ
علينا أعداءنا[581].
وفي عيون
أخبار الرضا(عليه
السلام)
أنّه قال
لابن أبي محمود : إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة
أقسام :
أحدها :
الغلوّ .
ثانيها :
التقصير في أمرنا .
[579] الكامل
في التاريخ 5 : 377 (حوادث سنة 195 هـ) .