أهل البيت وموقفهم من تغييرات الخلفاء للأسماء والمفاهيم
ذكرنا سابقاً دور قريش وبعض
خططهم ، وأكّدنا على منهج الأمويّين في تعاملهم مع المقدّسات ، ومساسهم
بالرسول والرسالة كناية وتصريحاً ، وتغييرهم لاسم المدينة المنوّرة من
(الطيبة) إلى (الخبيثة) ، واسم بئر زمزم إلى أُمّ الخنافس أو أُمّ
الجُعلان ، والقول بأنّ الخليفة أهمّ من رسول الله ، ثمّ التركيز على
المباغضة والمضادة مع عليّ بن أبي طالب والاستنقاص منه ومن آله المعصومين
الأطهار (عليهم
السلام) ،
وقتل من تسمّى باسمه وباسم أحد أبنائه أو اسم أعمامه أو اسم الزهراء(عليها
السلام) ،
كل ذلك لأنّ هذه الأسماء والصفات هي أسماء وصفات يحبها الله ورسوله ، وقد
تسمّى بها أتباع آل محمّد .
والأمويون حسداً وبُغضاً ضادُّوا هذه
الأسماء وكان ضمن المخطّط الاستنقاص بالإمام الباقر(عليه
السلام) .
ذكر ابن
قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار) أنّ هشاماً قال لزيد بن عليّ لمّا دخل
عليه : ما فعل أخوك البقرة ؟
فقال زيد :
سمّاه رسولُ الله باقِرَ العلم وأنت تسمّيه بقرة ؟! لقد اختلفتما إذاً[530].
نعم ، قال هشام بن عبدالملك هذا
في الباقر(عليه
السلام)
في حين أنّ جابر بن عبدالله الأنصاري كان قد روى عن رسول الله (صلى
الله عليه وآله)
قوله : إنّك ستعيش حتّى ترى رجلاً من أولادي اسمه اسمي ، يبقر العلم
بقراً ، فإذا لقيته فأَقْرِئْهُ منّي السلام ، فلقيه جابر وأقرأه السلام[531] .
[530] عيون
الأخبار 1 : 313 ، وعنه في إعلام الورى للطبرسي
1 : 494 ، سر السلسلة العلوية : 33 ، عمدة
الطالب : 194 -
[531] سمط
النجوم العوالي 4 : 141 ، تاج العروس 10 : 229 ،
وانظر تاريخ دمشق 54 : 275 ، المعجم الأوسط للطبراني
6 : 14 ، وعنه في مجمع الزوائد 10 : 22 ، سير
أعلام النبلاء 4 : 404 ، والكافي 1 : 304 ح 4 -