وجاء
عن رسول الله قوله : مروّتنا أهل البيت العفو عمّن ظلمنا وإعطاء من حرمنا[527] .
وعليه فالإمام(عليه
السلام)
لا يتعامل مع أعدائه ومخالفيه من منطلق الحقد والكراهية ، بل يتعامل معهم
بمنتهى اللين والوداعة ، فيجادلهم بالتي هي أحسن ، وليس بين هذا وبين أن
يدعو عليهم وأن يطلب من الله أن يبعدهم عن رحمته مخالفة وتضاد .
فعليّ كان يقنت في صلاة الفجرِ وفي
صلاة المغرب ، ويلعن معاوية، وعمراً، والمغيرة، والوليد بن عقبة، وأبا
الاعور، والضحاك بن قيس، وبسر بن أرطاة، وحبيب بن سلمة، وأبا موسى الأشعري، ومروان
بن الحكم، وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه[528].
ومع كلّ ذلك فلا نراه (عليه
السلام)
ـ كالأمويين ـ يمنع من التسمية بهذه الأسماء وغيرها من الأسماء التي يكون
المسمَّون بها في غاية القبح ، اللّهمّ إلاّ
تكون
بعض هذه الأسماء ممنوعة ومنهيّ عنها من حيث دخولها تحت تلك العمومات الناهية من
التسمية بأسماء الاعداء ، فالإمام(عليه السلام)
لا يستهزئ بأحد ولا يستنقص إنساناً من خلال اسمه كائناً من كان، ولا
ينحو منحى الأمويين في محاربة الأسماء .
قال دعبل الخزاعي مصوّراً حال آل
محمّد بقوله:
إنّ اليهود بحبّها لنبيّها***أَمِنَتْ بوائقَ دهرها
الخوّانِ
وكذا النصارى حُبّهم لنبيِّهم***يمشون زهواً في قرى
نجرانِ
والمسلمونَ بحبّ آل نبيِّهم***يُرمونَ في الآفاق
بالنيرانِ[529]