responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 222
وجاء عن رسول الله قوله : مروّتنا أهل البيت العفو عمّن ظلمنا وإعطاء من حرمنا[527] .

وعليه فالإمام(عليه السلام) لا يتعامل مع أعدائه ومخالفيه من منطلق الحقد والكراهية ، بل يتعامل معهم بمنتهى اللين والوداعة ، فيجادلهم بالتي هي أحسن ، وليس بين هذا وبين أن يدعو عليهم وأن يطلب من الله أن يبعدهم عن رحمته مخالفة وتضاد .

فعليّ كان يقنت في صلاة الفجرِ وفي صلاة المغرب ، ويلعن معاوية، وعمراً، والمغيرة، والوليد بن عقبة، وأبا الاعور، والضحاك بن قيس، وبسر بن أرطاة، وحبيب بن سلمة، وأبا موسى الأشعري، ومروان بن الحكم، وكان هؤلاء يقنتون عليه ويلعنونه[528].

ومع كلّ ذلك فلا نراه (عليه السلام) ـ كالأمويين ـ يمنع من التسمية بهذه الأسماء وغيرها من الأسماء التي يكون المسمَّون بها في غاية القبح ، اللّهمّ إلاّ
تكون بعض هذه الأسماء ممنوعة ومنهيّ عنها من حيث دخولها تحت تلك العمومات الناهية من التسمية بأسماء الاعداء ، فالإمام(عليه السلام) لا  يستهزئ بأحد ولا يستنقص إنساناً من خلال اسمه كائناً من كان، ولا ينحو منحى الأمويين في محاربة الأسماء .

قال دعبل الخزاعي مصوّراً حال آل محمّد بقوله:

إنّ اليهود بحبّها لنبيّها***أَمِنَتْ بوائقَ دهرها الخوّانِ

وكذا النصارى حُبّهم لنبيِّهم***يمشون زهواً في قرى نجرانِ

والمسلمونَ بحبّ آل نبيِّهم***يُرمونَ في الآفاق بالنيرانِ[529]


[527] بحار الأنوار 74 : 145 -

[528] شرح النهج 4 : 79 -

[529] ديوان دعبل الخزاعي : 172 ، وانظر روضة الواعظين : 251 باختلاف يسير .

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست