والله
من وراء حربكما . فانكسرت حفصة وأظهرت خجلا وقالت : إنّهن فعلن هذا
بجهل ، وفرّقتهن في الحال ، فانصرفن من المكان[388] .
ولم تكن عائشة بدعاً من قريش التي
جدّت في حربها ضدّ الإمام علي بعد رسول الله ، وقد قال(عليه
السلام)
في كتاب لأخيه عقيل بن أبي طالب :
فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم
على حرب رسول الله قبلي ، فجَزَتْ قريشاً عنّي الجوازي ، فقد قطعوا
رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي[389] .
دور معاوية في حرب الأسماء :
l
وقريب من موقف عائشة كان موقف معاوية بن أبي سفيان لكن بشكل آخر يغلب عليه الكذب
والدجل ، فقد كتب إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)
بقوله :
لئن كان ما
قلتَ وادّعيتَ واستشهدت عليه أصحابك حقّاً لقد هلك أبو بكر وعمر وعثمان وجميع
المهاجرين والأنصار غيرَك وغيرَ أهل بيتك وشعيتك .
وقد بَلَغني
ترحّمك عليهم واستغفارك لهم ، وإنّه لَعلى وجهين ما
لهما ثالث :
إمّا تقيّة
إن أنت تبرّأتَ منهم خِفتَ أن يتفرّق عنك أهل عسكرك الّذين تُقاتلني بهم .
أو إنَّ
الّذي ادّعيت باطل وكذب . وقد بلغني وجائني بذلك بعض من تثق به من خاصّتك بأنّك تقول
لشيعتك ]الضالّة [وبطانتك بطانة
السوء : «إنّي قد
سمّيتُ ثلاثة بنين لي أبا بكر وعمر وعثمان ، فإذا سمعتموني أترحّم على أحد من
أئمّة
[388]
الكافئة ، الشيخ المفيد : 16 ـ 17 ،
والجمل : 149 -
[389] نهج
البلاغة : 409 الكتاب 36 ، شرح النهج 16 : 148 -