responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 166
وأخرج ابن كثير ، عن عطاء : إنّ معاو ية بعث إلى عائشة وهي بمكة بطوق قيمته مائة ألف ، فقبلته[386] .

هذا بعض الشيء عن عائشة ودورها في حرب الأسماء وتشديدها للخلاف بين الآل والصحابة ، لا تمويع الجليد كما يقال . فلو كانت أماً بارة بأولادها لسعت إلى تمويع الجليد لا تشديد الخلاف وبث روح البغض والضغينه بين المسلمين وخصوصاً بين الصحابة الأوائل .

وقد جاء في كتاب ( الكافئة ) للشيخ المفيد ، والجمل ، والفتوح وغيرها : أ نّه لمّا بلغ عائشة نزول أميرالمؤمنين(عليه السلام) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر : « أ مّا بعد ، فإنّا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار ، واللهُ داقٌّ عُنُقَه كدقّ البيضة على الصفا ، إنّه بذي قار بمنزلة الأشقر ، إن تقدم نحر ، و إن تأخّر عُقِر »[387] .

فلمّا وصل الكتاب إلى حفصة استبشرت بذلك ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جوار يها دفوفاً ، وأمرتهن أن يضربن بالدفوف و يقلن : ما الخبر ما الخبر ! علي كالأشقر ، إن تقدم نحر ، و إن تأخّر عْقِر .

فبلغ أمّ سلمة رضي الله عنها اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سبّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) والمسرّة بالكتاب الوارد عليهنّ من عائشة ، فبكت وقالت : أعطوني ثيابي حتّى أخرج إليهنّ وأقع بهنّ ، فقالت أمّ كلثوم بنت أميرالمؤمنين(عليه السلام) : أنا أنوب عنك فإنّني أَ عْرَفُ منك ، فلبست ثيابها وتنكّرت وتخفّرت واستصحبت جواريها متخفّرات ، وجاءت حتّى دخلت عليهنّ كأ نّها من النَّظَّارة ، فلمّا رأت ما هنّ فيه من العبث والسفه كشفت نقابها وأبرزت لهنّ وجهها ، ثمّ قالت لحفصة : إن تظاهرتِ أنت وأُختُكِ على أميرالمؤمنين(عليه السلام) فقد تظاهرتما على أخيه رسول الله(صلى الله عليه وآله) من قبل ، فأنزل الله عزّ وجلّ فيكما ما أنزل ،


[386] تاريخ دمشق 59 : 192 ، البداية والنهاية 8 : 139 -

[387] وفي شرح نهج البلاغة 14 : 13 ـ 14 : وأقام(عليه السلام) بها مرعوباً خائفاً لِمَا بلغه من عدّتنا وجماعتنا فهو بمنزله الأشقر إن تقدم عقر و إن تأخّر نحر .

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست