أ مّا لو أريد
بالتسمية الأخذ بنظر الاعتبار مواقف عائشة بنت أبي بكر في الجمل قِبال إمام زمانها
علي بن أبي طالب ، والإشادة بدورها في شقّ الصف الإسلامي ، فهو منهيٌّ
عنه ; لأنّ هذا العمل يوجب التثقيف الباطل للمسلم ، و إشاعة ثقافة
العداء لأهل بيت الرسول ، الذين امرنا الله ورسوله بمودتهم وطاعتهم .
عمر وأسماء الأنبياء
وهنا نكتة لابدّ من الإشارة
إليها ، وهي تعامل عمر بن الخطاب مع تسمية بعض الصحابة أولادهم بأسماء
الأنبياء ، ولا أريد أن أتعامل مع هذه المسألة بنظرة رمادية ، بل أريد
فهم الموضوع بنظرة موضوعية وحيادية جذرية ، وهي : لماذا نهى عمر بن
الخطاب عن التسمية بأسماء الأنبياء ؟ وهل حقّاً أنّ السبب هو ما رواه
عبدالرحمن بن أبي ليلى إذ قال :
نظر عمر بن
الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى أبي عبدالحميد أو ابن عبدالحميد ـ شك أبو عوانه ـ
وكان اسمه محمّداً ، ورجل يقول له: فَعَلَ الله بك وفعل وفعل ،
قال : وجعل يسبّه، قال : فقال أمير المؤمنين عند ذلك يأبن زيد أَدن
مني ، قال : لا أرى محمَّداً يسُبُّ بك ، لا والله
لا تُدعى محمّداً أبداً ما دمتُ حيّاً، فسمّاه عبدالرحمن ، ثم أرسل
الى بني طلحة ليغير أهلهم أسماءهم وهم يومئذ سبعة وسيدهم وأكبرهم محمّد ،
قال :
فقال محمّد:
أنشدك الله يا أمير المؤمنين ، فو اللهِ إن سمَّاني محمّداً