ذاك ،
و يكفينا
للتدليل على وجود الخلاف ، ما جاء في الخطبة الشقشقية[298] ،
وخطب السيدة فاطمة الزهراء ، ووصيّتها بأن لا يشهد جنازتها أبوبكر وعمر
وموتها وهي واجدة عليهما[299] ،
وتهديد عمر بإحراق بيت فاطمة[300] ، و إسقاطه
جنينها محسنا[301] ،
وعدم تولية عمر أحداً من بني هاشم السرايا والولايات[302] ،
وقوله لابن عباس : أما زال في نفس علي شيء[303] ، إلى
غيرها من عشرات بل مئات النصوص الدالة على التخالف في السياسة والمنهج .
فأهل البيت رغم خلافهم مع أبي بكر
وعمر وعائشة وطلحة والزبير ، لا يمنعون التسمية بهذه
الأسماء ، بل(عليهم
السلام)
يترفّعون عن هكذا أمور ، ولو راجعت كتب أنساب الطالبيّين لرأيت الإمام
السجاد ، والكاظم ، والرضا ، والهادي قد سمّوا بناتهم عائشة[304] ،
لأنّ عائشة هو اسم فاعل من عاش يعيش ، فلا ضير من التسمية
[303] شرح
نهج البلاغة 12 : 20 عن أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في
كتابه مسنداً وعنه في بحار الأنوار 30 : 555 بتصرف .
[304] في
الوقت نفسه نهى الإمام الكاظم يعقوب السراج من التسمية بـ «حميراء» ، لأنّه
كاد أن يكون علماً مخصوصاً بعائشة ، ومختلقاً لها قبال أمهات المؤمنين ،
أمثال : خديجة وأم سلمه و ، ويحتوي على موامرة سياسية اموية ضد
علي ، بخلاف اسم عائشة فإنه اسم عام لالف امرة تسمو بها قبل الإسلام
وبعده .
وقد
يكون أمر الإمام ليعقوب السراج جاء من باب الكرامة والإعجاز ، لأنّ النص الذي
سيأتي عليك لاحقاً ، فيه أنّه(عليه السلام) قالها (وهو
في المهد وبلسان فصيح) . وهو النص الوحيد الصريح الآتي من قبل
الأئمّة في المنع من التسمية بأحد أسماء المخالفين بخصوصه .
وعليه
فالتسمية بـ (حميرا) يختلف عن التسمية بـ (عائشة) فينهى عن الأولى ويسمى
بالثانية ولا ضير ، قبل ان يصير رمزاً للمخالفة مع علي ويرمز إلى حالة
تاريخية .