فعزلوه
جانباً ليتأكّدوا من أمره ، وكان اسم أحد أولاده « عمّار » فقال أحد
أصدقائه لموظّف المخابرات : هذا فاروق أبو عمر ، فتركوه .
وقفة مع ابن تيمية (ت 728 هـ) في التسميات :
ومن الطريف أن نرى شخصيّات من مدرسة
معاوية ومحبيّه أمثال ابن تيمية يتهجّمون على الشيعة بدعوى أ نّهم لا
يسمّون بأبي بكر وعمر وعثمان ، مع أ نّك قد وقفت على
تسمية أ ئمّة أهل
البيت بهذه الأسماء ، أو قبولهم لها ، وعدم ممانعتهم لأولادهم ورواة
حديثهم من التَّسَمِّي بهذه الأسماء ، كما أ نّك ستقف
لاحقاً ـ في السير التاريخيّ للمسألة ـ على أسماء هؤلاء
الرواة وغيرهم من علماء ومشايخ الشيعة والطالبيين قبل عهد ابن تيمية ممن سُمُّوا
بهذه الأسماء ، وحتّى أنك تراها ـ لكن اقل مما سبق ـ في القرون التي تلتهم
إلى القرن الثامن الهجري . كلّ ذلك يؤكّد بأنّ الحساسية مع هذه الأسماء لم
تكن من قِبَلِهِمْ إلى ذلك التاريخ . بل إنّ الآخَرِين وبتصرّفاتهم وأعمالهم
الشنيعة جعلوا الشيعة يتحسسون من بعض الأسماء ، أي انّ الحرب التي شنّها
معاوية ضدّ كلّ من سمّي بعليّ ، هو الذي دعا الشيعة أن يبتعدوا شيئاً فشيئاً
عن التسمية بعمر ، لاعتقادهم بأ نّه مهد لمعاوية ظلم
الشيعة .
وعليه فسياسة معاوية هي التي أضرت
بالخلفاء ، فانعكست آثارها عليهم ، فانقلبت الحالة عند الشيعة من
التسمية إلى عدم التسمية .
نعم ، هَجرت الشيعة هذه الأسماء
بعد القرن السادس الهجري ـ أو أخذت تتدرج حتّى هُجرت ـ
لحادثة حدثت لهم في الرَّيّ[261] ، وقد
يكون حدث ما يماثلها في بلدان أخرى ، فهذه الظروف ـ التي مرّوا
بها ـ هي التي دعتهم للابتعاد
[261] ستقف
على كلام المفتي السلجوقي ضمن بياننا للسير التاريخي للمسألة ، فانتظر الصفحة
157 إلى 274 -