إذن
المشكلة من الآخرين ، فهم يريدون ان يشغلونا بالشكليات والأمور السطحية حتى
ننسى القضايا الهامة ، فائمتنا هم(عليهم السلام) أعلى وأسمى
من هكذا أفكار ، ولو أرادوا التعامل مع الأسماء كتعامل معاوية مع اسم علي بن
أبي طالب للزمهم المنع من كثير من الاسماء العربية والإسلامية ; لأن فلانا
حاربه ، والآخر غصب خلافته ، وثالثاً اتّهمه ، ورابعاً
وخامساً .
نحن لا نحبّذ للإنسان العادي أن ينزل
إلى هذا المستوى و يتعامل مع
الأمور بنظرة ضيقة ، فكيف لنا تصّور ذلك في سيرة شخصيات مهمّة كرسول
الله ، أو الإمام علي بن أبي طالب ، أو بقية أهل البيت ، الّذين
يَسْمُونَ بروحهم عن الفردية وعن أن يتعاملوا مع هذه الأُمور بنظرة أحادية ضيّقة
مبتنية على الأنانية لا على القيم .
فنحن كبشر عاديين لا يسعنا أن نمنع
أولادنا وأحفادنا من التسمية بسعيد ويوسف لو تخالفنا مع شخصين يحملان هذين
الاسمين ، لأنّ الأسماء ليست حكراً على هذا أو ذاك حتى نُسقط غضبنا على هذا
الشخص من خلال منعنا أولادنا من التسمية بهذه الأسماء ، لكن الاخرين لا
يتعاملون مع الأمور هكذا .
وقد ذكر لي الشيخ قيس العطار ما جرى
على أخيه الأكبر أ يّام حكم
الطاغية المجرم صدام حسين على العراق ، وهو يؤكد الروح العدوانية التي كان
يحملها صدام ضد الشيعة ، فقال : ذات يوم دخلت المخابرات العراقية
إعدادية الكاظمية وأخذوا يسألون الاساتذة عن شهادة جنسيّاتهم ، فإذا كان هناك
من اسمه : كاظم ، صادق ، رضا ، جواد ، عبدعلي ،
عبدالحسين ، عرفوا أنه شيعي واتّهموه بأنه إيراني ، فيسحبون شهادة
الجنسية منه و يَنْفُونَهُ
إلى إيران ، أ مّا لو كان
اسمه عمر ، عثمان ، خالد ، بكر ، زياد ، وأمثال ذلك
فكانوا يتركونه ، وجاءوا إلى أخي وسألوه عن اسمه الثلاثي وعن شهادة
جنسيّته ، فأجابهم عن اسمه واسم أبيه وجدّه ولقبه : فاروق بهجت رضا
العطار ، وقال بأ نّه لم يصحب معه شهادة الجنسية ،
فشَكَّوا فيه هل هو سنّي أم شيعي ؟ لوجود اسم (فاروق) من جهة و (رضا) من جهة
اُخرى