والمعراج ،
لوقف على عمق الخلاف الفكري بين النهجين والتحريفات الواقعة فيه .
فغالب الجمهور
يعتبرون أنَّ تشريع الأذان كان منامياً ، رآه أحد الصحابة
ـ عبدالله بن زيد ، أو عمر بن الخطاب ، أو أبي بن كعب أو
غيرهم ـ ثمّ أخذ عنه بلال ذلك الأذان بأمر رسول الله .
أمّا مدرسة
أهل البيت فيرون تشريعه في الإسراء والمعراج ويسخّفون ذاك الراي ويبدّعونه .
فالذين
اعتبروه مناماً من الأمويين وغيرهم كانوا يريدون أن يشكّكوا أو يقلّلوا من قيمة
الرؤيا التي أراها الله لنبيّه في بني أميّة وأنّهم ينزون على منبره الشريف نزو
القردة[128] ،
وذلك ما نزل فيه قوله تعالى ( وَمَا
جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ )[129] .
كما أنّ
القائلين بالتشريع المنامي من أهل الرأي الأموي سعوا للتقليل من مكانة الإسراء
والمعراج والقول
[128] .
مسند أبي يعلي علیهالسلام1 : 348 ح6461 ، المطالب العالية 18 : 279 ،
مجمع الزوائد 5 : 244 ، تاريخ الخلفاء 1 : 13 وغيره .