بحيث يراه ، ثمّ ناداه : كذب [يا عليّ بن يقطين] من زعم أنّك من
الرافضة ،
وصلحت حاله عنده .
وبعد ذلك ورد عليه كتاب من أبي الحسن : «ابتدئ من الآن يا عليّ بن يقطين ، توضّأ كما أمر الله، اغسل وجهك مرة فريضة وأُخرى إسباغا، واغسل يديك من المرفقين كذلك، وأمسح بمقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل
نداوة وضوئك ،
فقد زال ما كان يخاف عليك ،
والسلام»[875] .
العباسيون وتأصيل المذاهب الأربعة
قدّمنا
سابقا عناية الحكومة العبّاسيّة بالفقه المخالف لآل البيت واحتواء العباسيين لخطي
الأثر والرأي . لما في انتشار مذهب آل البيت من تضعيف لخطّ الحكومة وتقوية لمنافسيهم
على منصب الخلافة .
وإنّ
احتواءهم لخطّي الأثر والرأي هو تعضيد لحكمها وتمسّك بالصفة الشرعية ، لأن روّاد الخطّ الأوّل لا يرتؤون شرعيّة الخلافة العبّاسيّة خلافا
لروّاد الخط الثاني ، فإنّهم انخرطوا في سلك الدولة وترعرعوا في أحضانها وتولّوا منصب
القضاء ، واستغلت الدولة قدراتهم وطاقاتهم العلمية في صالحها ، ولذلك ترى الحكومة العبّاسيّة تؤكد على رفض آراء الخط الأول ، وإن كان عبدالله بن عبّاس ـ جدّهم الأعلى ـ من روّادها والدعاة إليها .
بعد كلّ
ذلك نحاول المرور سريعا بالمذاهب الأربعة التي أُصّلت آنذاك قبال
[875] الإرشاد ، للمفيد 2 : 227 ـ 229 ، أعلام الورى 2 : 21 ـ 22 ، بحار الأنوار 48 : 38 ـ 39 / ح 14 ، وسائل الشيعة 1 : 444 ـ 445 / ح 1173 .