responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 430

ظاهر اُذنيك وباطنهما ، وتغسل رجليك إلى الكعبين ثلاثاً ، ولا تخالف ذلك إلى غيره» .

فلمّا وصل الكتاب إلى عليّ بن يقطين ، تعجّب ممّا رسم له فيه ممّا أجمع العصابة على خلافه فهو يسأل عن فرع فقهي خاص ومسألة المسح على الرجلى أهو من الاصابع إلى الكعبين أم بالعكس ، والإمام يجيبه بشيء آخر . ثمّ قال : مولاي أعلم بما قال ، وأنا ممتثل أمره ، فكان يعمل في وضوئه على هذا الحدّ ، ويخالف ما عليه جميع الشيعة ، امتثالاً لأمر أبي الحسن .

[وقد كان] سُعي بعلي بن يقطين إلى الرشيد ، وقيل له : إنّه رافضيّ مخالف لك . فقال الرشيد لبعض خاصّته : قد كثر عندي القول في عليّ بن يقطين ، والقرف ـ أي الاتّهام ـ له بخلافنا ، وميله إلى الرفض ، ولست أرى في خدمته لي تقصيرا ، وقد امتحنته مرارا ، فما ظهر منه عليّ ما يُقرف به ، وأحبّ أن أستبرى أمره من حيث لا يشعر بذلك فيتحرز منيّ .

فقيل له : إن الرافضة يا أمير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخفّفه ، ولا ترى غسل الرجلين ، فامتحنه من حيث لا يعلم بالوقوف على وضوئه .

فقال : أجل ، إن هذا الوجه يظهر به أمره .

ثمّ تركه مدة ، وناطه بشيء من الشغل في الدار حتّى وقت الصلاة ، وكان عليّ بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوئه وصلاته ، فلمّا دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى عليّ بن يقطين ولا يراه هو ، فدعا بالماء للوضوء ، فتمضمض ثلاثاً واستنشق ثلاثاً ، وغسل وجهه ، وخلّل شعر لحيته وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً ، ومسح رأسه وأُذنيه ، وغسل رجليه ، والرشيد ينظر إليه ، فلما رآه الرشيد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى أشرف عليه

اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 430
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست