فمن هو
المهدي العباسي ، وماذا يعني الإمام الصادق بكلامه : «أليس
تشهد بغداد وعساكرهم؟!» فقد نقل الطبريّ لنا نصّا يكفينا تعريفا بالمهّدي
وشدّة بغضه لعلي ، فقد جاء فيه أن القاسم بن مجاشع التميميّ عرض على المهدي وصيته ـ وكان
فيها بعد الشهادة بالوحدانية ونبوّة محمّد «وأنّ عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول الله
ووارث الإمامة من بعده» ـ فلمّا بلغ المهديّ إلى هذا الموضع رمى بالوصيّة ولم ينظر
فيها[874] .
الرشيد والوضوء
جاء في
الإرشاد للمفيد : عن محمّد بن الفضل قال : اختلفت الرواية من
بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء ، أهو من الأصابع إلى
الكعبين أم من الكعبين إلى الأصابع ؟
فكتب
عليّ بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر :
جعلت فداك ، إنّ أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين ،
فإن رأيت أن تكتب إلي بخطّك ما يكون عملي بحسبه ،
فعلت إن شاء الله .
فكتب
إليه أبو الحسن : «فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء ،
والذي أمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثاً وتستنشق ثلاثاً ،
وتغسل وجهك ثلاثاً ، وتخلّل شعر لحيتك وتغسل يدك إلى المرفقين ثلاثاً ، وتمسح رأسك كلّه ، وتمسح