مسألة
لا أقدر على الجواب عنها لأن فيها شيئا على السلطان (مع العلم أن الثوريّ
كان من المخالفين للسلطان وكان متواريا عن الأنظار) .
فقال له
الحسن : إنه عيسى بن زيد ، فنظر إلى جناب بن نسطاس مستثبتا .
فقال له
جناب : نعم ، هو عيسى بن زيد ، فوثب سفيان فجلس بين يدي عيسى وعانقه وبكى بكاءً شديدا واعتذر إليه
ممّا خاطب به من الردّ ، ثمّ أجابه عن المسألة وهو يبكي .
وأقبل علينا فقال : انّ حبّ بني فاطمة والجزع لهم ممّا هم عليه من الخوف والقتل
والتشريد ليبكي من في قلبه شيء من الإيمان .
ثمّ قال
لعيسى : قم بأبي أنت، فاخف شخصك لا
يصيبك من هؤلاء شيء نخافه، فقمنا فتفرّقنا[872] .
وبذلك
تأكّد لنا وحدة كلمة الطالبيين ـ حسنيين وحسينيين ـ وأنّ فقههم كان غير فقه الحكّام ، وأنّ الحكّام كانوا يستخدمون الشريعة للتعرّف عليهم . وقد قدمنا بعض الشواهد ، وإليك نصا آخر في هذا
السياق :
أخرج
الشيخ الطوسي بسنده إلى داود بن زربي قال: سألت الصادق عن الوضوء؟
فقال لي : «أليس تشهد بغداد وعساكرهم ؟!» .
قلت: بلى.
قال [داود]: فكنت يوما أتوضأ في دار المهدي، فرآني بعضهم وأنا لا أعلم به.
فقال: كذب من زعم أنك فلانيّ ـ رافضيّ ـ وأنت تتوضأ هذا الوضوء.