علما
بأنّ عيسى كان قد اتّخذ الكوفة مركزا لنشاطه السياسيّ بعد أن كان في البصرة يقاتل
العبّاسيين مع إبراهيم حتّى قتل ، فالعبّاسيّون كانوا يراقبون تحرّكات الشيعة للوقوف على مكان عيسى
وغيره من المجاهدين . وكانوا يسعون للعثور عليهم على ضوء ما يمارسونه من عبادات . وقد مرت عليك النصوص السابقة وكيف تعرفوا على يحيى ، وإنّ سليمان بن جرير جاء إلى إدريس وقال : انّ
السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي .
ولترسيخ
الفكرة من المستحسن أن نذكر خبرا آخر عن عيسى بن زيد حتّى تتأكد ما قلناه عن ظلامة
الطالبيين ، ثمّ نعرّج بعد ذلك على رواية الوضوء في هذا العهد .
جاء في
مقاتل الطالبيين عن المنذر بن جعفر العبديّ عن ابنه ،
قال :
خرجت
أنا والحسن وعلي بن صالح ابنا حيّ ، وعبدربه بن علقمة ، وجناب بن نسطاس مع عيسى بن زيد حجّاجا بعد مقتل إبراهيم .
وعيسى
بيننا يستر نفسه في زىّ الجمّالين ، فاجتمعنا بمكّة ذات
ليلة في المسجد الحرام ، فجعل عيسى بن زيد والحسن بن صالح يتذاكران أشياء من السيرة ، فاختلف هو وعيسى في مسألة منها ـ وغالبا ما كانوا يختلفون ـ فلمّا
كان من الغد دخل علينا عبدربّه بن علقمة فقال :
قدم عليكم الشفاء فيما اختلفتم فيه ، هذا سفيان الثوريّ قد
قدم ، فقاموا بأجمعهم فخرجوا إليه ،
فجاءوه وهو في المسجد جالس ، فسلّموا عليه . ثمّ سأله عيسى بن زيد عن تلك المسألة ،
فقال : هذه