فإنّ جملة المنصور : (أمّا أهل العراق فلا أقبل منهم صرفا
ولا عدلاً) فيها إشارة إلى يأسه منهم لكونهم علويين عقيدةً ، ولوجود أبي حنيفة بينهم الذي لم يكن على
وفاق مع الحكّام ،
لكن هذا لا يمنع ان يكون بين أهل العراق من يغلوا ويكذب على بعض أئمة أهل البيت ، فعن يونس بن عبدالرحمن ـ من أصحاب الإمام
الرضا ـ قال اتيت العراق ،
فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعـفر
[الباقر] ووجدت أصحــاب أبي عبدالله متوافرين فسمعت منهم واحداً واحد ، واخــذت كتبهم ، فعرضتها بعد على الرضا 1 فأنكر منها أحاديث[805] .
وعن
جعفر بن الطيار أنّه عرض على أبي عبدالله [الصادق] بعض خطب أبيه : حتى إذا بلغ موضعا منها قال :
كفّ واسكت : ثمّ قال : إنّه لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلّا الكف عنه والتثبت ، والرد إلى أئمّة الهدى ، حتّى يحملوكم فيه على
القصد ، ويجلو عنكم فيه العمى قال الله تعالى : فَأسْألواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ[806] .
فالأئمّة
من جهة كانوا يلزمون أتباعهم بعرض الصحف عليهم ،
ومن جهة اُخرى كانوا يرشدونهم إلى أمثال أبان بن تغلب ومؤمن الطاق ومحمد بن مسلم و
[804] أنظر : الإمام
مالك ، للدكتور مصطفى
الشكعة : 133 ، عن
ترتيب المدارك 1 : 192 ،
الديباج المذهب : 25 .
[805] رجال الكشي 2 :
224 وعنه في الوسائل 27 : 99 .