responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 395

تأسيس بغداد ، مع خمسمائة من جنده وهو يزعم أنّ أهلها من شيعة محمّد بن عبدالله (النفس الزكيّة) فأمرهم بصبغ ملابسهم باللون الأسود ، حتى قيل بأنّ دور الصباغة صارت لا تتمكّن من القيام بمهامها ، وأنّ البقّالين كانوا يصبغون ثيابهم بالانقاس (المداد) ويلبسون السواد[803] .

كما نقل عنه أيضا أنّه استغلّ ـ في أوائل خلافته ـ النزاع الفكريّ الذي حدث بين أهل العراق وأهل المدينة ، فأخذ يقوّي العراقيين ويشدّ أزر الإمام أبي حنيفة وأصحابة ويستغلّ الموالي ليحطّ بذلك أنفة العرب ، وخصوصا المدنيين منهم الذين كانوا يصرّحون بعدم شرعية خلافة بني العبّاس .

التزام الحكّام الفقه المغاير للعلويين

والباحثون يعلمون انّ تقوية مدرسة أهل الرأي قبال أنصار الأثر كان له بُعد سياسي ، وإنّه إجراء مؤقت وليس بسياسة عامة للحكام ولا دائمة ، وانّ المنصور قد استفاد بالفعل من هذا التقريب كما رأيت في مناظرة أبي حنيفة مع الصادق ، لكنا نراه فيما بعد يغيّر سياسته مع الفقهاء ، ويسعى لتقريبهم ، فيطلب من الإمام مالك بن أنس أن يكتب موطأه ويقول له : اجعل العلم يا أبا عبدالله علماً واحداً .

فقال مالك : إنّ أصحاب رسول الله تفرّقوا في البلاد فأفتى كلّ في مصره بما رأى ، ان لأهل البلد ـ يعني مكّة ـ قولاً ، ولأهل المدينة قولاً ، ولأهل العراق قولاً تعدوا فيه طورهم .

فقال المنصور : أمّا أهل العراق فلا أقبل منهم صِرْفا ولا عدلاً ، وأمّا العلم


[803] أنظر مقاتل الطالبيين : 212 .

اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 395
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست