هذا ، وقد عرفت أنّ العبّاسيين لم ينجحوا في تطبيق مخطّطهم في الإزراء بالصادق
والغَلَبة عليه علميّا كما كانوا يهدفون لان منزلة الإمام العلمية والمعنوية اسمى
من غيره بكثير ، وقد أنبأك الإمام أبو حنيفة عن ذلك ،
بل إنّ هذه المناقشات قد عزّزت منزلة الصادق علميّا واجتماعيّا ، فأخذ الإقبال عليه يزداد يوما بعد يوم ، وإن
قبائل بني أسد ومخارق وطيّ وسليم وغطفان وغِفار والأزد وخزاعة وخثعم ومخزوم وبني
ضبّة وبني الحارث وبني عبدالمطّلب أخذت ترسل فلذات أكبادها إلى الإمام للتعلّم[801] بل نرى كبار العلماء والمحدثين يقصدونه للاستزادة من علمه كيحيى بن
سعيد الأنصاري ، وابن جريح ، ومالك بن أنس ، وأبي حنيفة ، والثوريّ ، وابن عيينة ، وشعبة ، وأيّوب السجستانيّ وفضيل بن عياض اليربوعيّ وغيرهم[802] .
وليس
هناك أحد يمكنه التعريض بعلم الإمام الصادق والمساس بمكانته ، فالجميع يعترفون بأنّ مدرسته أنجبت خيرة العلماء وصفوة المجتهدين
وجهابذة العلم والدين ، وأنّ الحضارة الإسلاميّة والفكر العربيّ بالخصوص لمدين لهذا العَلَم
الفطحل .
أمّا
المنصور فكان يسعى ـ كما ذكرنا ـ لتضعيف مكانة الصادق علميّا واجتماعيّا . إلّا أنّ جهوده ذهبت سدىً ، لكنّه بعد ذلك عرّج
على شيعة الإمام عليّ والإمام الصادق للنيل منهم ،
فقد نُقل عن المنصور أنَّه أتى الكوفة ، قبل