بزمام
فرس محمد قائلاً : (هذا مهديّنا أهل البيت)[782] .
فمحمّد
أراد أن يسخر بالمنصور وعهوده ومواثيقه ؛ فقال :
«وأنا أولى بالأمر منك ، وأوفى بالعهد ، لأنك أعطيتنى من العهد والأمان ما أعطيته رجالاً قبلي ، فأيّ الأمانات تعطيني ؛ أمان ابن هبيرة ؟!
أم أمان عمّك عبدالله بن عليّ ؟ أم أمان أبي مسلم ؟!»[783] .
ولمّا
وصل كتاب محمّد إلى المنصور غضب غضبا شديدا ،
وفكّر في أن يسحب منه كلّ ما يتّكئُ عليه ،
ويغيّر المفاهيم التي يستند إليها الطالبيّون ،
منها كونهم أولاد فاطمة ، ويجب أن تكون الخلافة فيهم ، أو أنّ الرسول قد
أوصى إلى عليّ من بعده ، وخصوصا بعدما أيقن بان «الناس» ينظرون إلى بني العباس كسوقة ، فقد جاء في رسالة المنصور لعمّه عبدالصمد بن علي ( نحن بين قوم رأونا
بالأمس سوقة ، واليوم خلفاء )[784] .
فالمنصور
أراد أن يغيّر هذه الأُصول حينما ركّز في جوابه لمحمّد (النفس الزكية) على قضايا :
1 ـ نفي كون النفس الزكيّة هو ابن رسول الله لقوله تعالى : مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ[785] بل هو ابن بنت الرسول ، وأنّ هذه النسبة لا
تجوّز الميراث ، ولا تورث الخلافة بل لا تجوز الإمامة .