وكيف
تكون الفرقة الناجية واحدة من بين الجميع ،
ويكون عمل الجميع صحيحاً ؟ ولِمَ لم يَقل النبيّ 0 مثلاً : كلّها ناجية وواحدة
في النار ؟!
أليس
هناك تضارب بين هذه الروايات إن لم نقل التناقض ؟!
وما هو
حكم الله الأحد والمنزل في الكتاب الواحد ؟
وهل
حقّا أنّ مفهوم (اختلاف أُمتي رحمة) هو ما قاله فقهاء العامّة ، أم ما قاله الصادق من آل محمّد ـ وهو في معرض جوابه عن اعتراض السائل
ـ : إذا كان اختلافهم رحمة ، فباجتماعهم عذاب ؟!
قال
جعفر بن محمّد الصادق : ليس حيث ذهبت ويذهبون ـ يعني في تفسير هذا الحديث ـ إنّما قصد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم اختلاف بعضهم إلى بعض ، يعني يسافر بعضهم إلى بعض وينظر إليه ويقصده لأخذ العلم عنه ، واستدلّ على ذلك بقوله تعالى : فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ
مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ
إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ثمَّ أضاف قائلاً : إنما أراد باختلافهم من البلدان ،
لا اختلافا في دين الله ، إنّما الدين واحد ، إنّما الدين واحد[778] .
وفي ضوء
هذا التفسير نفهم بأنّ الله تعالى أرسل النبيّ 0 بوحدة العقيدة لا للاختلاف فيها كما يريده
الحكّام ، وأن الآيات القرآنيّة تؤكّد على الاعتصام بحبل الله ونبذ التفرّق
سواء في الفقه أو في العقيدة ، وتشير بوضوح إلى أنّ صراطه مستقيم لا التباس فيه ولا التواء ، لقوله تعالى : Pوَأَنَّ
هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيما فَاتَّبِعُوهُ
[778] أنظر : علل الشرايع ، للصدوق 1 : 85 / الباب 79
/ ح 4 ، ومعاني الأخبار : 157 / باب
معنى قوله «اختلاف أمتي رحمة» / ح 1 ، وعنهما في وسائل الشيعة 27
: 141 / باب وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة الحديث من الشيعة ، ح 10 .