responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 380

يأخذنا هذا الواقع إلى تقصي حال الوضوء في هذا العهد وهل أنّه تأثر بالسياسة أم بقي بعيدا عن التأثيرات الحكومية ؟ وذلك بعد تقديمنا عرضا تاريخيّا للعهد العبّاسيّ الأول ، ودور الحكام في حدوث المذاهب الفقهية ودعمهم لها ، وما أصاب العلويين من الظلم ، وأنّه كان أضعاف ما أصابهم في عهد الأمويين ، حتى قال الشاعر :

يا ليتَ جورَ بنى مروان عاد لنا وليتَ عدلَ بني العباس في النارِ[775]

وكذلك :

تالله ما فَعَلَت عُلوجُ أميَّةَ معشارَ ما فَعلَت بنُو العبّاسِ[776]

ولعلّ فيما عرضناه ما يساهم في معرفة واقع الأُمة الاجتماعيّ والسياسيّ ، ويوقفنا على ملابسات اختلاف المسلمين في الأحكام الشرعيّة .

وإنّ الخوض في مثل هذه البحوث من شأنه أن يقدّم للفقيه والمحقّق الباحث ومَن يُعنى بمسائل الخلاف بين المسلمين وغيرهم رؤية دقيقة وتكشف عن أُمور لم تُدْرس من قبل في مجال الفقه والشريعة ، مع أنّها بحوث كانت جديرة بالدراسة قبل اليوم ، وخصوصا في الفروع الفقهية المختلف فيها بين الأُمّة . وإنّ محاولتنا في الوضوء هي خطوة أُولى في هذا الباب ، نأمل أن تتبعها محاولات أُخرى من قبل الأعلام .

وإذ كانت هذه المحاولة ـ التي قدّمناها في الوضوء ـ هي حديثة عهد ولم يُقدّم فيها نموذج تطبيقيّ لحدّ الآن ، كان التفصيل في بعض المجالات وخصوصا تاريخ


[775] الشعر لأبي عطاء السندي ، أنظر : الأغاني 17 : 333 ، محاضرات الأدباء 1 : 223 .

[776] سمط النجوم العوالي 3 : 362 .

اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست