فتراهم
قد تستّروا بغطاء (الرضا من آل محمّد) ليحرّفوا مسيرة الثورة ويُزوّروا آمال
الجماهير المؤمنة .
ولا شكّ أنّ الدعوة تحت هذا الشعار تعني كون الأمر
إلى آل البيت النبويّ ، وهم : عليّ وأبناؤه الميامين والمضطهدون في
العهد السابق ،
الذين تحمّلوا ألوان الأذى وأنواع الرزايا والمحن ، من سمّ الحسن المجتبى ، وقتل الحسين الشهيد ، وسبّ عليّ بن أبي طالب وأنّ الدعوة تحت هذا الشعار تعني أنّ
الناس كانوا يدركون موضع أهل البيت ، بل يسعون إلى إيصال الحقّ لأهله .
غير إنّ
بني الأعمام ـ عندما وصل الأمر إليهم ـ قد قلبوا للعلويّين ظهر المجنّ ،
فسعو لتحريف معنى الآل والتأكيد على أنّ هذا اللقب
والشعار كان لهم هم دون العلويّين ،
فأنّهم المعنيّون بآل محمّد ، ثمّ راحوا يعضدون مدّعاهم بالشاهد تلو الشاهد ، وقد رغّب الحكّام الشعراء لنظم الشعر في ذلك فأخذت القصائد تنشد تلو القصائد[770] .
ولا
يخفى عليك بأن المسطور في التواريخ هو أنّ العبّاس بن عبدالمطّلب ـ جدّ العبّاسيين الأوّل ـ وابنه عبدالله كانوا من الحماة والمدافعين عن
عليّ بن أبي طالب بل من المصرحين بوصاية الرسول لعليّ بن أبي طالب . وقد تناقلت المصادر أنّ العبّاس بن عبدالمطّلب قد تخلّف عن بيعة أبي
بكر[771] ، ولم يشارك في اجتماع
[770]
تاريخ بغداد 13 : 142 / الترجمة 7127
لمروان بن سليمان بن أبي حفصة .
[771] أنظر تاريخ
الطبري 2 : 448 وفيه : «قال رجل للزهري : أفلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ولا
أحد من بني هاشم حتى بايعه علي» والعباس هو شيخ بني هاشم كما هو معلوم .