«يا هذا
! لو صرت إلى منازلنا ، لأريناك آثار جبرئيل في رحالنا ،
أفيكون أحد أعلم بالسنّة منا»[485] .
وقال
أيضاً :
«إنَّ دين الله لا يُصاب بالعقول الناقصة ، والآراء الباطلة ، والمقاييس الفاسدة ، ولا يُصابُ إلّا بالتسليم . فمن سلَّم لنا سَلِمَ ، ومن أقتدى بنا هُدِي ، ومن كان يعمل بالقياس والرأي هلك ، ومن وجد في نفسه شيئاً ممّا نقوله ، أو نقضي به حرج ؛ كفر بالذي أنزل السبع
المثاني والقرآن العظيم ،
وهو لا يعلم»[486] .
كما
بيّن الإمام الباقر سبب تأكيدهم وسرّ إرجاع المسلمين إليهم ، بأنّهم مكلّفون ببيان الأحكام للناس ،
لكنَّ السياسة الظالمة والأهواء الباطلة تمنع الأخذ منهم ،
أو تمنعهم من بيانها ، فقد قال : «بليّة الناس علينا عظيمة ، إن دعوناهم لم يستجيبوا
لنا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا»[487] .
وبهذا
فقد عرفت أنَّ الطابع السياسيّ أخذ يتفشّى في الشريعة شيئا فشيئا ، وأنَّ الأحكام صارت تخضع لأهواء الحكّام ،
وأنَّ الفرائض الشرعيّة صارت محرّفة عما شرعت ،
وأنَّ الحكّام صاروا يفتون الناس بالدين الذي يريدونه ،
أو
[485] نزهة الناظر ، للحلواني : 94 / من كلام الإمام أبي
الحسن السجاد 1 / الرقم 28 .
[487] إرشاد
المفيد 2 : 167 ـ 168 / باب في فضائل الإمام الباقر 1 ، مناقب ابن
شهرآشوب 3 : 336 / باب في إمامة أبي جعفر الباقر 1 ، بحار الأنوار 46
: 288 / ح 1 عن إرشاد المفيد .