جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبه بها إليك يوم القيامة»[468].
نحن لا نريد أن نناقش هذين الحديثين وأمثالهما ـ وهي كثيرة ـ بل نريد
أن نوقف القارئ على دور الأمويين وكيف كانوا يريدون مسخ شخصيّة الرسول 0 بترسيمهم شخصيّة له 0 لا تراعي القيم والأعراف ، بل تتعدى على حقوق المسلمين ،
ثمّ يطلب الرحمة من الله لأُولئك !!
كيف يلعن رسول الله من لا يستحق اللعنة ! أو نراه يلعن من آمن بالله ، كما جاء في حديث أبي هريرة !
أم كيف يمكن أن نوفّق بين هذا الحديث وبين ما رواه عنه 0 : «إنّي لم أُبعث لعّانا وإنَّما
بعثت رحمة»[469] .
هل حقّا
أنَّه 0 يطلب الرحمة لمن لعنه ؟! وكيف نوفق بين اللعنة ؛ والتي تعني الدعاء للابعاد عن رحمة الله ، وبين أن تكون تلك اللعنة صلاة وزكاة ورحمة للملعون !!
وكيف
يؤكّدون إذا على عدالة جميع الصحابة ، وما يعني ذلك ؟
أليس بين
الصحابة مؤمنون ومنافقون ، أو ليس بينهم مَن يحبّه الله ورسوله وهناك من يلعنه الله ورسوله ؟! ، وكيف يصحّ لنا أن نساوي بينهم ،
وما الهدف من ذلك ، ومَن هو المستفيد ، ولِمَ قالوا بهذا ؟
[468] صحيح مسلم 4 : 2008 / باب من لعنه
النبيّ 0 / ح 2601 ، مسند أحمد 2 : 316 ، 390 / ح 8184 ، 9058 .
[469] صحيح مسلم 4 : 2006 / باب النهي عن لعن
الدواب وغيرها / ح 2599 ، والطريف في الأمر إنه 0 رفض
أن يلعن المشركين أو يدعو عليهم ـ كما جاء في الحديث المذكور ـ فكيف به يلعن من
اتصف بالإيمان حسبما يدعون .