كما تواتر عنه 0 أنَّه قال ـ لمَّا أقبل
أبو سفيان ومعه معاوية ـ : «اللّهمَّ العن التابع والمتبوع»[464] .
وفي آخر : «اللّهمَّ العن القائد والسائق والراكب»[465] وكان يزيد بن أبي سفيان معهما .
وقد اشتهرت مقولة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم في مروان بن الحكم وأبيه ـ طريد رسول الله ـ : «الوزغ بن الوزغ الملعون ابن الملعون»[466] .
فالأمويون سعوا لتغيير مفهوم بعض الأحاديث النبويّة الشريفة ـ ومنها أحاديث
اللعن ـ ، ليجعلوا للملعونين منزلة لا ينالها إلّا ذو حظٍّ عظيم ، ليشكّكوا فيما صدر عن رسول الله وأنَّ لعنه قد صدر عن عصبيّة قبليّة ، كأنّه لم يكن يلتزم بأصل ثابت في الحياة ـ والعياذ بالله !
فقد روت عائشة عنه 0 أنَّه قال : «اللّهمَّ أنا بشر ، فأيّ المسلمين لعنته أو سببته
فاجعله زكاة وأجراً»[467] .
وروى أبو هريرة أيضا : «إنَّما أنا بشر ، فأيّ المؤمنين آذيته ، شتمته ، لعنته ،
[466] الفتن لنعيم بن
حماد 1 : 131 / باب في ملك بني أمية / ح 317 ، المستدرك على الصحيحين 4 : 526 / في الملاحم والفتن / ح 8477 قال
الحاكم : هذا حديث صحيح ولم يخرجاه ،
السيرة الحلبية 1 : 509 .
[467] صحيح مسلم 4 :
2007 / باب من لعنه النبيّ 0 / ح 2600 ، وأنظر : مصنف بن أبي شيبة 6 : 71 / ما
ذكر عن النبي أنّه دعا لمن شتمه / ح 29548 .