ألَم
تكن هذه المواقف امتيازا لعليّ وأبي عبيدة وسالم وأنَّهم أفضل من عثمان ؟
وما
معنى جملة لم (نعدل) ، أو (نفاضل) وفي القوم من عُدَّ من العشرة المبشرة ومن جاء فيه نصّ
صريح بعلوّ مكانته وجلالة قدره !
3 ـ وضع
أحاديث في عدالة جميع الصحابة ، كقوله 0 : «أصحابي كالنجوم ، بأيّهم اقتديتم اهتديتم»[462] و ؛ ليجعلوا أبا سفيان ، ومروان بن الحكم ، والحكم بن العاص ، ومعاوية ، وعبدالله بن أبي سرح ، والوليد بن عقبة
وغيرهم بمنزلة عليّ ، وفاطمة ، وابن عبّاس ، وأبي ذرّ ، وسلمان !
وذلك بعدما عجزوا عن طمس الإسلام والوقوف أمام أبنائه ومعتقدات الناس ، فإنَّهم بطرحهم هذه الفكرة وغيرها أرادوا نفي ما قيل في بني أُميّة
وما جاء في شأنهم من اللعن على لسان الرسول وفي القرآن المجيد .
بل جعل أقوالهم منمصادر التشريع الإسلاميّ ليضاهي كلام المقربّين من أصحاب
الرسول وينافسهم في أخذ المسلمين معالم دينهم عنهم .
وقد ثبت عنه 0 أنَّه كان يلعن أقطاب بني
أُميّة ويدعو عليهم في قنوته ؛ بقوله : «اللّهمَّ العن أبا
سفيان ، اللّهمَّ العن الحارث بن هشام ،
اللّهمَّ العن سهيل ابن عمرو ، اللّهمَّ العن صفوان بن أُميّة»[463] .
[462] خلاصة البدر المنير 2 : 431 ، ح 2868 قال : رواه عبد بن
حميد من رواية ابن عمر ، وغيره من رواية عمر وأبي
هريرة ، وأسانيدها كلها ضعيفة ، قال البزار : لا يصح هذا
الكلام عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ، وقال ابن حزم : وأما
الحديث المذكور فباطل مكذوب من توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية أحدها أنّه لم يصح من
طريق النقل ، الإحكام ، لابن حزم 5 : 61 .
[463] السيرة الحلبية 2 : 514 ، تاريخ دمشق 24 : 109 ـ 110
/ الترجمة 2883 ، تهذيب الكمال 5 : 298 / الترجمة 1050
للحارث بن هشام ، تفسير الطبري 4 : 88 / في تفسير الآية
128 من سورة آل عمران ، وأنظر : مسند أحمد 2 : 93 / ح 5674 .