ألم تكن
هذه فضيلة لأبي عبيدة دالّة على رجحانه على أبي بكر ،
أو دالّة على وجود من هو خير منه كما في النصّ الثاني !
وماذا
يعني كلام عمر ـ قبل الشورى ـ : لو كان أبو عبيدة بن الجرّاح حيّا استخلفته ،
فإن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : «إنَّه أمين هذه الاُمّة» .
ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّا استخلفته ، فأن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : «إنَّ سالما شديد الحبّ للّه»[459] ؛ وأقواله الأُخرى في عليّ وفي غيره .
ألم تدل
هذه النصوص على أن أبا عبيدة وسالما و هم أفضل من عثمان ؟ فلو كان كذلك ، فما معنى «كنا لا نعدل» ؟!
وماذا
يعني قول ابن عوف في الشورى : «أيّها الناس إنّي سألتكم سرّا وجهرا عن إمامكم ، فلم أجدكم تعدلون بأحد هذين الرجلين :
إمّا عليّ وإمّا عثمان»[460] ثمّ بدأ بعليّ للبيعة وقدمه على عثمان .
وما
يعني كلام عائشة عندما سُئلت عن رسول الله «لو استخلف» ؟! فذكرت
أبا بكر وعمر ولم تذكر عثمان ، بل رجّحت أبا عبيدة عليه[461] .
[459] تاريخ الطبري 3 : 292 / أحداث سنة 23 ﻫ ، تاريخ دمشق 58 : 404 /
الترجمة 3051 ، لأبي عبيدة بن الجراح ، تاريخ الخلفاء 1 : 136 .
[460] تاريخ الطبري 3 : 301 قصة الشورى حوادث
سنة 23 ﻫ ، تاريخ الإسلام 3 : 305 / بقية حوادث
سنة 24 ﻫ وفيه : على أمانتكم ، بدل : عن امامكم .
[461] صحيح مسلم 4 : 1856 / باب من فضائل أبي
بكر / ح 2385 ، الجمع بين الصحيحين 4 : 215 / ح 4208
من افراد مسلم ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 57 / ح 8202 ، كنز العمال 13 : 110 /
جامع الصحابة / ح 36751 ، عن ( ش ، كر ) .