إنّ
ذكرنا لهذا لا يعني التعريض بالشيخين ، بل أوردناه لمخالفته
للثابت الصحيح في التاريخ ، فإنَّ عليّا كان لا يرى أحدا أحقّ بالأمر منه لما نصبه الرسول 0 في حجّة الوداع ، وجعله وصيّا له ، وهكذا الأمر بالنسبة لبقيّة المسلمين الأوائل ، فقد كانت لهم رؤى تخصّهم في الخلافة والتفاضل !
ولو صحّ ذلك وعرفه الجميع ولم يكن بالمفتعل الطائفيّ ، فلماذا يقول أبو بكر لأبي عبيدة : «هلمَّ أُبايعك ، فإنّي سمعت رسول الله يقول إنّك أمين
هذه الاُمة»[457] ، وقدّمه على نفسه وعلى عمر ، أو قوله : «ولّيت عليكم ولست بخيركم»[458]
[456] صحيح البخاري 3 : 1342 / باب قول النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لو
كنت متخذا خليلا / ح 3468 ، سنن أبي داود 4 : 206 /
باب في التفضيل / ح 4629 .
[457] تاريخ اصبهان لأبي نعيم 2 : 137 /
الرقم 1554 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 300 / باب
ذكر مناقب أبي عبيدة بن الجراح / الرقم 5164 ، تاريخ دمشق 25 : 463 /
الترجمة 3051 له ، كنز العمال 5 : 237 / باب في خلافة
الخلفاء / ح 14052 عن ابن شاهين ، وأبو بكر الشافعي في
الغيلانيات .
[458] الطبقات الكبرى 3 : 182 وفيه : أمركم ، بدل : عليكم ، كتاب الأموال لأبي عبيد : 12 / باب
حق الإمام على الرعية / ح 8 ، مصنف عبدالرزاق 11
: 336 / باب لا طاعة في معصية / ح 20702.