لسنا
بصدد البحث في أنَّ عثمان هل هو الذي أثّر في الأمويّين ،
أم كان المتأثّر بهم ؟ بل الذي نودّ التأكيد عليه هو وجود وحدة الفكر والهدف والامتزاج
والتلاقي في الأفكار بينه وبين قبيلته ، فهما يسيران على نهج
واحد ويتابعان هدفاً واحداً .
وبما
أنَّ الإمام عليّا أحد أولئك الناس الذين يتحدَّثون عن رسول الله في الوضوء ، فمن الطبيعي أن تواجه الحكومة الأمويّة أُولئك الناس المتحدثين عن رسول
الله في الوضوء بالشدة ، إذ إنَّ سياستها ـ كما قلنا ـ كانت تعتمد أمرين :
1 ـ
تبنّي فقه عثمان بن عفّان ونشر فضائله.
2 ـ
مخالفة الإمام عليّ في نهجه وفقهه وآرائه.
وقد
فصلنا البحوث في هذا الموضوع في بعض كتبنا ،
موكدين بأنَّ بني أُميّة و بني هاشم كانوا على طرفي نقيض حتى في صدر الإسلام ؛ إذ
التزم بنو أُمية جانب المشركين ، أمَّا بنو هاشم فلم يفارقوا الرسول في جاهليّة ولا إسلام .
وسيتأكد
لك هذ الموضوع أكثر في المجلد الثاني من هذه الدراسة حيث ستقف على اسماء غالب
المتبنين للوضوء الغسلي وهم من القرشيين نسبا ،
ومن البصريين مسكنا ، وكان قسم كبير منهم من موالي :
أبي بكر ، وعمر ، وآل أبي لهب ، وآل طلحة ، وموالي لثقيف ومراد وعبس وبني اُمية ومعاوية و
وغالب
الروايات الصحيحة ـ عند أهل السنة والجماعة ـ عن عثمان يرويها عطاء بن يزيد الليثي
الشامي المغمور عن محمّد بن مسلم المعروف بابن شهاب الزهري القرشي ، وهذا يؤكد وجود مجموعة اخذت على عاتقها مهمة نشر وضوء عثمان .